responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأغذية والأدوية المؤلف : الإسرائيلي، إسحاق بن سليمان    الجزء : 1  صفحة : 236


وغيره من الحلاوة ، وليس ذلك بالمحمود ولا بالطائل [1] ، لان ذلك يعينه على توليد السدد والغلظ في الكبد والطحال . فإن كان قد تقدم فيهما جشأ [2] ، كان ذلك زائدا فيه . وقد يفعل مثل ذلك أيضا إذا خلط معه . .
[3] .
وأما ما يتخذ من العدس بالسلق ، فيلحقه الاعتدال من وجه آخر ، لأنه يتولد بينهما قوة تعين على إطلاق البطن لان الغذاء المتولد منهما مركب من قوتين : من ملوحة السلق ، وقبوضة العدس . فهما مركبان أسرع من العدس انهضاما وانحدارا ، وإن كانا أقل من السلق ، مفردا ، انحدارا . إلا أن استعمال العدس مع الشعير أفضل كثيرا ، للفضل الذي لغذاء الشعير على غذاء السلق ، لان فضل الشعير مع العدس هو توليد الدم المحمود والغذاء الفاضل وتليين صلابة العدس وقحله . وفضل السلق مع العدس إنما هو معونته على تليين البطن فقط . وأما الغذاء المتولد بينهما ، فليس بالمحمود لأنه يقرب من المرة السوداء .
فإن عارضنا معترض بقشر العدس ، وقال : فإذا كانت [4] فضيلة السلق مع العدس إنما هي [5] لتليين البطن فقط ، فلم كانت هذه الفضيلة لقشر العدس مع العدس أيضا ؟ لما في قشر العدس من المعونة على إطلاق البطن . قلنا له : إن هذا الكلام يفسد من جهتين : إحداهما : أن قشر العدس له جرم كثيف صلب قحل عسير الانهضام بعيد من الغذاء ، لا غذاء له أصلا . ولذلك صار زائدا في غلظ العدس وبعد انهضامه . ولهذه الجهة صار العدس إذا أخذ بقشره ، حدث بينهما مصارعة ومجاذبة حتى يعرض من ذلك أمغاص ورياح نافخة مؤلمة مؤذية . وجرم السلق فلطيف ملين جلاء سريع الانهضام والانحدار ، يغذو غذاء يقرب من الرطوبة . ولذلك صار العدس معه غير مذموم . والثانية : أن قشر العدس إنما يعين الاطلاق لحدة فيه وحرافة ، والسلق يفعل ذلك بإذابة وتلطيف وإزلاق . ولذلك صار أفضل من قشر العدس كثيرا .
وأما ما يتخذ من العدس باللحم المكسود ، فمذموم جدا بين الفساد لان اللحم المكسود في نفسه غليظ بطئ الانهضام قليل الرطوبة محرق للدم ، بقوة ملوحته ، مولد للفضل الحاد السوداوي .
والعدس فقد اكتفى بفساده من غيره ، بل هو محتاج إلى ما يلطفه ويفيده ليانة واعتدالا . واللحم المكسود فيفيده رداءة وفسادا [6] لغلظه وعسر انهضامه وإحراقه للدم وإضراره بالمعدة ، لاتعابه [7] لها بغلظه وتلذيعه لها بحدته وحرافته . ولذلك صار من أضر شئ يستعمل مع العدس ، ولا سيما إذا كان العدس بقشره .



[1] النافع والفاضل .
[2] جشأت النفس جشأ وجشأ وجشوءا : جاشت وثارت للقئ .
[3] بياض في الأصل مقدار كلمة .
[4] في الأصل : كان .
[5] في الأصل : هو .
[6] في الأصل : فساد .
[7] في الأصل : لاتعابها .

اسم الکتاب : الأغذية والأدوية المؤلف : الإسرائيلي، إسحاق بن سليمان    الجزء : 1  صفحة : 236
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست