responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأغذية والأدوية المؤلف : الإسرائيلي، إسحاق بن سليمان    الجزء : 1  صفحة : 233


القول في العدس العدس في الجملة بارد في الدرجة الأولى ، يابس في الدرجة الثانية . والغالب على جرمه القحل وعدم اللدونة واللزوجة أصلا . إلا أنا إذا بحثنا عن تفصيله ، وجدناه مركبا من قوتين متضادتين :
إحداهما : في قشره ، والأخرى : في جوهر جرمه ، لان في قشره حرافة يسيرة بها يهيج البطن للانطلاق وفى [2] جوهر جرمه قوة قابضة مقوية للمعدة مانعة للاسهال المري . ولذلك صار الانسان إذا طبخه بقشره وصفاه وأخذ ماءه ( 2 ) وطيبه بمري أو ملح وزيت عذب وشربه ، أطلق طبيعته لما في ذلك الماء من الحدة المكتسبة من قشر العدس . وإذا طبخه ونحى عنه ماءه ( 2 ) الأول وطبخه بماء ثان ( 3 ) قل ( 4 ) إسهاله للبطن ، لان حرافة القشر قد زالت عنه في الماء الأول . وإن قشره من قشره قبل أن يطبخه ، وسلقه سلقة جيدة ونحى ذلك الماء عنه ، ثم طبخه بماء ثان ( 3 ) صار ألطف وأسرع انهضاما وأقوى على قطع الاسهال المري من قبل أن حدة القشر قد زالت عنه بزوال القشر ، وانفرد بقوته القابضة .
وأما الغذاء المتولد عن العدس بالجملة ، فغذاء غليظ عسير الانهضام بطئ الانحدار ، يولد دما يقرب من المرة السوداء وبخاصة إذا طبخ بقشره . ولذلك صار يملا دماغ المدمن عليه بخارات غليظة من جنس السوداء ويصدع ويحدث أحلاما رديئة ، ويملأ المعدة والمعاء رياحا نافخة ، ويولد سوداء وتمددا وانحصارا في الطبيعة ، للمصارعة التي تقع بين قشره وبين جوهر جرمه لما بينهما من التضاد .
ولهذا صار من أخص الحبوب بالاضرار بالمعدة والرئة والحجاب الفاصل وحجب الدماغ وسائر الأعصاب والحجب وبخاصة حجب العين لأنه يجفف رطوباتها بقحله وجفافه ، ويحيدها عن الاعتدال ،


( 1 ) عبارة ( في قشره . . . للانطلاق وفى ) مستدركة في الهامش .
[2] في الأصل : ماؤه . ( 3 ) في الأصل : ثاني . ( 4 ) في الأصل : أقل .

اسم الکتاب : الأغذية والأدوية المؤلف : الإسرائيلي، إسحاق بن سليمان    الجزء : 1  صفحة : 233
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست