responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأغذية والأدوية المؤلف : الإسرائيلي، إسحاق بن سليمان    الجزء : 1  صفحة : 228


القول في الباقلي الباقلي في طبيعته مائل إلى البرودة ، إلا أن أنواعه غير متفقة في الرطوبة واليبوسة ، لان منها ما الغالب عليه الرطوبة ، ومنها ما الغالب عليه اليبوسة . وذلك أن أنواعه تكون على ضربين : لان منها ما هو رطب طري لم يستكمل نضجه حسنا على نباته . ومنها اليابس المستحكم النضج والجفاف على نباته .
فما لم يستكمل نضجه على نباته ، فهو بارد في وسط الدرجة الأولى ، رطب في آخرها ، من قبل أن فيه رطوبة فضلية غليظة لم يكمل انهضامها وانعقادها ، ولم تتشبه بجوهرية الباقلي . ولذلك صار غذاء هذا النوع من الباقلي أقل وأميل إلى الرطوبة الغليظة السريعة الانحدار العسيرة الانهضام . والسبب في قلة غذائه أن أكثر جوهره يستحيل فضولا لغلظ رطوبته وفجاجتها ، وبعدها من جوهرية الغذاء . وأما سرعة انحداره عن المعدة ، فلما فيه من كثرة الرطوبة الفضلية وقوة الجلاء . ويستدل على جلائه من عذوبته ، وإن كان ذلك فيه أقل من اليابس . ومن خاصيته أنه يولد في كل البدن فضولا غليظة مائلة إلى الرطوبة النافخة الاسفنجية ، ويحدث رياحا نافخة في أعلى البطن . ولذلك صار إضراره بالمعدة بينا قويا .
وأما ما قد استحكم نضجه وجفافه على نباته ، فإنه بارد في أول الدرجة الأولى ، يابس في وسطها ، له جوهر قريب من الدم المحمود ، لان الدم المتولد عنه غير مذموم . وغذاؤه أكثر من غذاء الشعير بالعرض لا بالطبع ، وذلك لجهتين : إحداهما : غلظ جوهره وبعد انحلاله من الأعضاء ، ولطافة جوهر الشعير وسرعة انحلاله من الأعضاء . والثانية : أنه لكثرة رياحه وغلظها ، ينفخ اللحم ويزيد في سعة موضعه ، ويفعل فيه فعل الخمير في العجين . وذلك أن جسمه سخيف متخلخل الوزن ، ولذلك لا يمكن أن يتولد عنه لحم كثير كثيف ملزز كما يتولد من الحنطة واللحمان وبخاصة لحم الخنزير والخراف . لكنه يولد لحما منفوشا منفوخا ، ولهذه الجهة صار كثيرا ما يتولد عنه في أعلى البطن رياح غليظة نافخة يترقى منها دائما بخارات متصاعدة إلى الرأس تضر بالدماغ ، ويولد أحلاما رديئة فاسدة .
ولما كانت هذه الأفعال فيه طبعا ، لم يمكن إزالتها عنه ولو عولج بأصناف العلاج وطبخ غاية الطبخ . ولذلك قال جالينوس : أن الباقلي لو طبخ غاية الطبخ ، لم تذهب عنه رياحه ونفخه كما يذهب

اسم الکتاب : الأغذية والأدوية المؤلف : الإسرائيلي، إسحاق بن سليمان    الجزء : 1  صفحة : 228
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست