responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأغذية والأدوية المؤلف : الإسرائيلي، إسحاق بن سليمان    الجزء : 1  صفحة : 216


القول في الشعير أما الشعير فبارد يابس في الدرجة الأولى ، له لطافة وتخليل مع جلاء يسير ، إلا أنه يجفف تجفيفا أكثر من تجفيف الباقلي بيسير . ولذلك صار غذاؤه أحمد من غذاء الباقلي في خلة واحدة لأنه معرى من توليد النفخ إذا أحكم صنعته وإنضاجه . والباقلى فليس كذلك لأنه لزيادة رطوبته ، صار توليده للنفخ خاصة فيه غير مفارقة [2] له ولا زائلة عنه كيف كان طبخه وعلى أي وجه كان استعماله ، لان جوهره أغلظ من جوهر الشعير وأكثر رطوبة . ولذلك صار غذاؤه أكثر من غذاء الشعير بالعرض لا بالطبع ، من قبل أنه لغلظه وبعد انحلاله من الأعضاء ، يقوم لها مقام الكثير من الغذاء .
والشعير ، فجوهره وغذاؤه ، وإن كان أكثر من جوهر الباقلي وغذائه ، فإنه للطافته ( 2 ) وسرعة انحلاله من الأعضاء ، يقوم لها مقام اليسير من الغذاء ، لان الأعضاء تخلو منه بسرعة لقلة لبثه فيها ، فيفتقر إلى غذاء غيره من قرب . ولجالينوس في هذا فصل قال فيه : إن الغذاء المتولد من الشعير دون الغذاء المتولد عن الحنطة والأرز . وأما روفس فقال : إن الحنطة والشعير أغذي الحبوب وأحمدها دما ، إلا أن الحنطة أغذي من الشعير وأقوى وأبعد انهضاما ، والشعير أقل غذاء وألطف وأسرع انهضاما لقلة لزوجته وعلوكته وكثرة نخالته وقشوره .
ولعل ظانا يظن أن بين القولين اختلاف في المعنى ، كما بينهما اختلاف في القول . والامر ليس كذلك ، لان غرضهما جميعا واحد ، واتفاقهما على معنى واحد . غير أن جالينوس تكلم من حيث ما هو لها بالعرض ، وروفس من حيث ما هو لها بالجوهر والطبع . وذلك أنا إذا أضفنا غذاء الأرز والشعير إلى ما هو لهما بالعرض ، وجدنا الأرز أكثر غذاء لغلظه وطول لبثه في الأعضاء وبعد انحلاله منها ، ولطافة الشعير وسرعة انهضامه وقلة لبثه في الأعضاء وقرب انحلاله منها . وذلك أن في الشعير قوة يجلو بها ، ويلطف ويخلل . ويستدل على ذلك من عذوبته وقلة لزوجته وكثرة قشره ونخالته . وقد بينا مرارا أن


( 1 ) في الأصل : مفاوقة .
[2] في الأصل : للطافة .

اسم الکتاب : الأغذية والأدوية المؤلف : الإسرائيلي، إسحاق بن سليمان    الجزء : 1  صفحة : 216
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست