responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأغذية والأدوية المؤلف : الإسرائيلي، إسحاق بن سليمان    الجزء : 1  صفحة : 174


شرابا ممزوجا ، مزاجا معتدلا ، بماء شديد البرد . وقول لجالينوس في هذا : وأما أنا فإني كنت أكتفي في مثل هذه الأوقات بحسو الشعير المحكم الصنعة . إلا أني كنت أصير مقدار كيفية الطعام والشراب في كل واحد من الناس على حسب عادته . لان من كان عادته استعمال الثلج ، احتاج إلى أن يبرد شرابه بالثلج ، ومن كان عادته شرب الماء السائل من العيون والماء المبرد في الهواء ، فليس به حاجة إلى استعمال الثلج لكنه متى تعب في حمة الصيف وحس بحرارة قوية ، سكن قليلا حتى يهدأ من تعبه ، ثم اقتصر على شرب الماء البارد السائل من العيون ، أو ماء قد برد من الليل في هواء بارد ، وجعل بالغداة في مزملة لتحفظ برده . ويحذر استعمال الثلج إن لم يكن قد جرت عادته به لان الثلج ، ون لم يتبين منه في أبدان الشباب من الضرر ما يحسون به بسرعة ، فإن مضرته تجتمع رويدا رويدا وتزيد من غير أن يشعروا [1] بها ، حتى إذا جاوزوا [2] سن الشباب وصاروا إلى سن الكهول ، وقعوا في أمراض يعسر برءها ولا يبرأون منها أصلا ، إما من علل الأحشاء ، وإما من علل المفاصل والعصب ، لان الثلج إنما يفعل في كل واحد من الناس في أضعف أعصابه وأقربها حسا .
* * * وأما التدبير الملطف الذي نفع بالأغذية اللطيفة في فعلها وإن كان جوهرها ليس بالمحمود ، فينتفع به كثيرا من كان في بدنه فضول نية كثيرة اللزوجة والغلظ لمن كان به سدة في كبده أو جشاء في طحاله . ولذلك قال جالينوس : قد يفتح [3] التدبير اللطيف سدد الكبد ويحلل جشاء الطحال ويصغر مقداره ويرده إلى الحالة الطبيعية . وقال في موضع آخر : إني لأعرف قوما ممن كان يعرض لهم الربو كثيرا ، فلما استعملوا التدبير الملطف ، بلغ من انتفاعهم به أن سكن عنهم حتى لم يجدوا [4] منه شيئا ، ولم يعرض لهم منه بعد ذلك إلا الشئ اليسير في الندرة . وقال في فصل آخر قال فيه : وإني لأعرف قوما كثيرا كان بهم وجع الكلى والمفاصل ، من غير أن يتولد في مفاصلهم حجارة ، فخرج بعضهم من العلة خروجا تاما ، وخف عنهم وعن بعضهم كثير من العلة بالتدبير الملطف ، أراد بالأغذية الملطفة للفضول ، مثل الاسكنجبين والفجل وما شاكل ذلك .
وأما الصرع ، فإنه متى كان يسيرا وتودر ، فإنه ، بالحمية والتدبير اللطيف من ابتداء الامر ، برأ برأ كاملا . وإن كان قد طال به واستصعب أمره ، فإن التدبير الملطف ، وإن لم يبرئه ، فقد ينتفع به منفعة ليست باليسيرة . وإن كان من الواجب على من أراد حفظ صحته ، أن لا يكثر الالحاح على هذا النوع من التدبير الملطف ، أعني الأغذية الحريفة والمالحة والمرة ، وإن كانت ملطفة للفضول ، ولا سيما متى كان الغالب مزاج المستعمل لها المرار ، لأنه لا [5] ينتفع بهذا التدبير إلا من قد اجتمع في بدنه فضول



[1] في الأصل : يشعرون .
[2] في الأصل : جاوزا .
[3] في الأصل : يصح . والتصويب من الهامش .
[4] في الأصل : يجدون .
[5] في الأصل : ( لا ) مستدركة في الهامش .

اسم الکتاب : الأغذية والأدوية المؤلف : الإسرائيلي، إسحاق بن سليمان    الجزء : 1  صفحة : 174
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست