responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأغذية والأدوية المؤلف : الإسرائيلي، إسحاق بن سليمان    الجزء : 1  صفحة : 146


الباب الثامن عشر القول في السمك السمك في جملته يغذو غذاء يسير البقاء في الأعضاء ، سريع الانحلال منها ، لان الدم المتولد عنه بالإضافة إلى الدم المتولد عن المواشي ، أرق كثيرا وأقرب من طبيعة البلغم . وإنما قلنا أرق بالإضافة إلى دم المواشي لنفصله من الرقيق من القول المطلق ، من قبل أن الرقة والغلظ واللطافة والثخن وما شاكل ذلك ، إذا قيلت بالقول المطلق ، فإنما يقصد بها زوالها عن المزاج المعتدل .
ولجالينوس في هذا قول قال فيه : إذا سمعتني أقول أرق وألطف وأثخن وأغلظ وأسرع انهضاما وأبطأ انهضاما بالقول المطلق ، فإني إنما أقول ذلك بالإضافة إلى المزاج المعتدل .
ولذلك قلنا في الدم المتولد عن السمك ، أنه أرق بالإضافة إلى الدم المتولد عن المواشي ، ليزيله عن الرقة بالقول المطلق من قبل أن للدم حاشيتين وواسطة . لان من الغليظ جدا الشبيه بغلظ القار [1] ، مثل الدم المتولد عن الإبل والايايل والظباء والتيوس والكبير من البقر . ومنه الرقيق المائي ، مثل الدم المتولد عن البقل وكثير من الفاكهة . ومنه المتوسط بين هاتين المرتبتين ، مثل الدم المتولد عن الخبز المحكم الصنعة ولحم الدراج والفراريج والجداء الرضع ، وإن كان بين كل حاشية من هذه الحواشي وبين الواسطة مرتبة أخرى ، أعني أن بين البقر المتوسط على الحقيقة وبين الدم الغليظ مرتبة أخرى ، مثل الدم المتولد عن الضأن والعجول الرضع . وكذلك بين الدم المعتدل على الحقيقة وبين الدم الرقيق مرتبة أخرى ، مثل الدم المتولد عن السمك اللجي [2] والسمك الرضراضي ( 2 ) لان الدم المتولد عن هذين النوعين من السمك وإن كان قريبا من الاعتدال ، فإنه لا محالة مائل إلى الرقة والبياض قليلا لغلبة البرد والرطوبة عن مزاج السمك بالطبع ، وإن كان السمك في جنسه ينقسم على أقسام شتى : لان منه ما يأوي الماء العذب ويسمى النهري . ومنه ما يأوي الماء المالح ويسمى البحري . ما يأوي الماء المالح فكثير ما ينتقل إلى الماء العذب لاستلذاذه له ، لعذوبته ولذاذته . وما يأوي الماء العذب



[1] القار : صعد يذاب فيتج مادة سوداء تطلى به السفن والإبل . وقيل أنها الزفت .
[2] سيأتي قريبا كلام المصنف عليه .

اسم الکتاب : الأغذية والأدوية المؤلف : الإسرائيلي، إسحاق بن سليمان    الجزء : 1  صفحة : 146
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست