responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأغذية والأدوية المؤلف : الإسرائيلي، إسحاق بن سليمان    الجزء : 1  صفحة : 128


الأعضاء ، ولذلك صار نافعا من خشونة الحنجرة والمرئ والصدر ، مسكنا [1] لحدة النوازل المنحدرة من الرأس إلى الرئة وملينا [2] للقروح العارضة فيها وفى سائر الأعضاء ، وبخاصة قروح المعدة والمثانة والمعاء ، لأنه يلصق بأجرامها ويصير عليها بمنزلة الشحم المذاف [3] بالدهن إذا مسح على الجلد من خارج . ولذلك صارت له تغرية بينة .
وزعم بعض الأوائل ، أنه لولا ما فيه من يسير الزهومة ، لقام مقام حسو الشعير . ودون هذا الضرب من البيض في الفضل والجودة وجودة الغذاء النوع الملقب بالحسو الذي لم تفعل النار فيه إلا إسخانه فقط وأزيد قليلا ، لان زفورته وزهومته فيه كثيرة [4] ، إلا أنه ليس بأقل فعل منه في سرعة الانهضام والنفوذ في العروق ، ولا هو أيضا بدونه في تليين المعدة والصدر والرئة وسائر الأعضاء ، ولا هو أيضا بأقل منه في تسكين حدة الفضول الحادة اللذاعة ، إلا أنه لزيادة زهومته وزفورته ، عافته الطباع ، وصار غذاؤه أذم كثيرا .
فقد بان واتضح أن أثقل البيض وأعسره انهضاما وأكثره غذاء ، ما كثر انعقاده وصلابته . وأغلظ من ذلك ، المدفون في الرماد الحار ، أعني المشوي . وألطف البيض وأسرعه انهضاما ، المسلوق بالماء وبخاصة متى كان مفقوسا فيه . ومتى أردت أن تسلق بيضا ، بقشره ولا ينعقد ، فامزج الماء الذي تسلقه به بشئ من خل ، وأدم تحريكه فإن انعقاده يبعد ويكتسب فعلا [5] في تسكين الأخلاط اللذاعة ، إلا أن فعله في تليين خشونة الصدر وسائر الأعضاء ، يزول لما يكسبه من فيض الخل وتقطيعه .
وأما المقلي بالزيت ، فهو أردأ البيض وأذمه غذاء ، من قبل أنه لا يلبث في المعدة إلا يسيرا حتى يستحيل إلى الدخانية والفساد . ويفسد بفساده ما يوافيه في المعدة من الطعام ويحدث ثفلا وتخما . وأردأ التخم وأخبثها ما كان حدوثه عن البيض ، وبخاصة متى كان مقليا .
وأما المطبوخ من البيض ، فهو في جودة غذائه ورداءته متوسط بين المشوي وبين المفقوس في الماء الحار ، لان المفقوس في الماء الحار يرمى بالماء الذي يسلق فيه ، فتزول عنه زهومته . والمطبوخ فزهومته باقية في مرقه مع ما يكسبه أيضا من غلظ الأبازير التي تلقى فيه .
ولجالينوس في صنعة البيض فصل قال فيه : أن ما يدفن من البيض في الرماد الحار ، فهو أغلظ وأعسر انهضاما وأبعد انحدارا عن المعدة من المسلوق بالماء . وما طجن بالزيت ولد كيموسا رديئا وغذى غذاء غليظ وأحدث بشما [6] وأضر بالبدن إضرارا بينا . وأحمد البيض ما سلق بالماء وغطيت القدر حتى



[1] في الأصل : مسكن .
[2] في الأصل : ملين .
[3] ذاف الشئ ، وذافه : خلطه . وأكثر ما يكون في الدواء والطيب .
[4] في الأصل : كثيرا .
[5] في الأصل : فعل .
[6] بشم من الطعام : أتخم .

اسم الکتاب : الأغذية والأدوية المؤلف : الإسرائيلي، إسحاق بن سليمان    الجزء : 1  صفحة : 128
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست