responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأغذية والأدوية المؤلف : الإسرائيلي، إسحاق بن سليمان    الجزء : 1  صفحة : 11


بسم الله الرحمن الرحيم الباب الأول في السبب الذي دعا الأوائل إلى الكلام في طبائع الأغذية قال إسحاق بن سليمان : إن السبب الذي دعا الأوائل إلى الكلام في طبائع الأغذية هو انهم لما عنوا بالبحث عن الصحة وأسبابها ، والأمور الداعية إلى حفظها ، وجدوا الأبدان مضطرة إلى أمرين :
أحدهما : إعطاؤها من الغذاء ما يصلحها مما به قوتها وقوامها ، ولحاجتها إلى رد ما يتحلل منها بوقود الحرارة الغريزية من باطنها وحرارة الهواء من ظاهرها . ولذلك احتاجت إلى إعطائها ما تقتضيه القوة الطبيعية الشهوانية ، المركبة فيها من الأغذية الموافقة لها .
والآخر : نفى ما يجتمع في الأبدان من قسم الغذاء المخالف لمزاجها ، إذ لا سبيل إلى وجود نظير ما يتحلل من جوهر الأبدان بعينه في الأغذية الموجودة ، فيفسد ويتحلل لامتناع ذلك في الطبع ، إذ ليس جميع أجزاء الغذاء مشاكلة لجوهر البدن من قبل ان منه قسما هو جوهر الغذاء وهو المستحيل دما المتشبه بالأعضاء التي به تغذيتها ، وقسما هو ثفل الغذاء وأرضيته وهو الذي تنفيه الطبيعة عن الأبدان لاستغنائها عنه في تغذية الأبدان .
ولما كان ذلك كذلك ، ورأينا طبائع الناس في الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة ، وتركيبها في القوة والضعف والكثافة والسخافة [1] غير متكافئة ولا متساوية لان منها ما المستولي عليه الدم الخالص النقي . ومنها ما الغالب على مزاجه المرتان [2] أو البلغم . ومنها المتكاثف المسام المستحصف الجلد



[1] السخافة : التحلل : الضعف في كل شئ . ومقابلها في هامش الأصل : ( والتحلل ) .
[2] في الأصل : المرتين . والمرة . مزاج من أمزجة البدن ، هو الصفراء أو السوداء .

اسم الکتاب : الأغذية والأدوية المؤلف : الإسرائيلي، إسحاق بن سليمان    الجزء : 1  صفحة : 11
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست