responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإحكام في أصول الأحكام المؤلف : ابن حزم    الجزء : 1  صفحة : 11


وطاعة أولي الامر ، ومن هم أولو الامر ، وبيان التنازع الواقع منا ، وبيان ما يقع فيه التنازع بيننا ، وبيان رد ما تنوزع فيه إلى الله تعالى ورسوله عليه السلام ، وهذا هو جماع الديانة كلها . ووجدناه قد قال تعالى * ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا ) * فأيقنا أن الدين قد كمل وتناهى ، وكل ما كمل فليس لأحد أن يزيد فيه ولا أن ينقص منه ولا أن يبدله .
فصح بهذه الآية يقينا أن الدين كله لا يؤخذ إلا عن الله عز وجل ، ثم على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو الذي يبلغ إلينا أمر ربنا عز وجل ونهيه وإباحته ، لا مبلغ إلينا شيئا عن الله تعالى أحد غيره . وهو عليه السلام لا يقول شيئا من عند نفسه لكن عن ربه تعالى ، ثم على ألسنة أولي الامر منا ، فهم الذين يبلغون إلينا جيلا بعد جيل ما أتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الله تعالى ، وليس لهم أن يقولوا من عند أنفسهم شيئا أصلا ، لكن عن النبي عليه السلام ، هذه صفة الدين الحق الذي كل ما عداه فباطل ، وليس من الدين ، إذ ما لم يكن من عند الله تعالى ، فليس من دين الله أصلا ، وما لم يبينه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فليس من الدين أصلا ، وما لم يبلغه إلينا أولو الامر منا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فليس من الدين أصلا .
فبينا بحول الله تعالى وقوته غلط من غلط في هذا الباب ، بأن ترك ما هو من الدين مخطئا غير عامد للمعصية ، أو عامدا لها ، أو أدخل فيه ما ليس منه كذلك ، فلا يخرج البتة الخطأ في أحكام الديانة عن هذين الوجهين : إما ترك ، وإما زيادة ، ولخصنا الحق تلخيصا لا يشكل على نصح نفسه . وقصد الله عز وجل بنيته وما توفيقنا إلا بالله عز وجل .
وجعلنا كتابنا هذا أبوابا لنقرب على من أراد النظر فيه ، ويسهل عليه البحث عما أراد الوقوف عليه منه ، رغبة منا في إيصال العلم إلى من طلبه ، ورجاء ثواب الله عز وجل في ذلك ، وبالله تعالى نتأيد .

اسم الکتاب : الإحكام في أصول الأحكام المؤلف : ابن حزم    الجزء : 1  صفحة : 11
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست