responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كتاب السياسة المؤلف : ابن سينا    الجزء : 1  صفحة : 2

و لا حاجة للتنبيه على ان كلمة السياسة في عرف الاقدمين من فلاسفة العرب يراد بها على وجه الاطلاق تلافي الخلل و اصلاح ما فسد. و لمّا كان الاحرى و الاجدر بالانسان اصلاح ما فسد فيه او بسببه قد وضع البعض منهم مقالات و رسائل تختلف محتويات ابوابها و لكن مرجعها الى ما قلنا. و قد سبقت مجلة المشرق فنشرت في سنتها الرابعة رسالة في السياسة لابي نصر الفارابي تذكر هنا تقاسيمها مع تقسيم رسالة ابن سينا فترى من هذه المقابلة منهج ذينك الرجلين العظيمين في هذه المباحث و الفرق بين الرسالتين فالفارابي بعد المقدمة تكلم. 1 عن سياسة المرء مع رؤسائه 2 عن سياسته مع اكفائه 3 عن سياسته مع من دونه و يختم كلامه بذكر سياسة المرء لنفسه. اما ابن سينا فيقسم رسالته خمسة اقسام هذه اسماؤها: 1 في سياسة الرجل نفسه 2 في سياسة الرجل دخله و خرجه 3 في سياسة الرجل اهله 4 في سياسة الرجل ولده 5 في سياسة الرجل خدمه. و قد اتى في مقدمته على ما يبين حكمة تقسيم المادّة كما سبق‌

[النص‌]

كتاب السياسة بسم اللّه الرّحمن الرّحيم و ما توفيقي الّا بالله. عليه توكّلت و هو حسبي الحمد للّه الذي نهج لعباده بما دلّهم عليه من حمده سبيل شكره و أشرع لهم بما هيّأهم له من شكره ابواب مزيده و منّ عليهم بالعقل الذي جعله لدينهم عصمة و لدنياهم عمادا و قائمة و حباهم بالنطق الذي جعله فرقا بينهم و بين البهائم العجم و الأنعام البكم. فالحمد للّه حمدا كثيرا على ما عمّ من حسن تدبيره و شمل من لطف تقديره حتى حاز كل صنف من اصناف خلقه حظّه من المصلحة و استوفى كل نوع سهمه من المرفق و المنفعة. فلم يفت جميل صنعه صغيرا و لا كبيرا بل افاض عليهم جميعا من سوابغ نعمه و شوامل مواهبه ما صلحت به احوالهم و تمّ بمكانه نقصهم و قوي‌

اسم الکتاب : كتاب السياسة المؤلف : ابن سينا    الجزء : 1  صفحة : 2
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست