responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كتاب السياسة المؤلف : ابن سينا    الجزء : 1  صفحة : 11

فان قطعه ينسي اوّله و يمحو اثره. و الخامسة اختيار موضعه فان الصنيعة اذا لم توضع عند من يحسن احتمالها و يؤدّي شكرها و ينشر محاسنها و يقابلها بالودّ و الموالاة كانت كالبذر الواقع في الارض السبخة التي لا تحفظ الحبّ و لا تنبت الزرع فامّا النفقات فان سددها و اصلاح امرها بين السّرف‌ [1] و الشحّ و متردّد بين التضييع و التقدير [2] خلا ان بإزاء ذلك امرا يوجب حسن التثبّت و هو انه متى استوفى الانسان حقوق التقدير كلها و استعرف شرائط الاقتصاد اجمع لم يسلم في ذلك على غميزة الغامز و ذلك النصفة و عموم الجور في العضيهة و شمول البغضاء الموكلة بكل مروءة تامّة و الحسد المغري بكل مجد باذخ و شرف شامخ. فلهذا ينبغي للعاقل ان يبني بعض امره في الاتفاق على عقول عوامّ الناس و ان يستعمل كثيرا من التجوّز و الاغضاء في المواضع التي يخشى فيها شبه السرف و عار التضييع. فان من يمدح السرف من العوام اكثر ممن يمدح الاقتصاد و يؤثر التقدير كما ان من يمدح الاقتصاد و يؤثر التقدير اخص و اتمّ عقلا و احزم رأيا فامّا الذخيرة فلا ينبغي للعاقل ان يغفلها متى امكنته فان الانسان متى بدهه صرف الزمان بحاجة لم يكن مستظهر الحال فوق حاله و اضطرّ الى الاستعانة بالحال الحاضرة فيفصمها عروة عروة حتى يبقى معدما و اللّه وليّ الكفاية و حسن الدفاع‌

3 في سياسة الرجل اهله‌

ان المرأة الصالحة شريكة الرجل في ملكه و قيمته في ماله و خليفته في رحله.

و خير النساء العاقلة الدّينة الحييّة الفطنة الودود الولود القصيرة اللسان المطاوعة العنان الناصحة الجيب الامينة الغيب الرّزان في مجلس الوقور في هيبتها المهيبة في لإقامتها الخفيفة المبتذلة في خدمتها لزوجها تحسن تدبيرها و تكثّر قليله بتقديرها و تجلو احزانه بجميل اخلاقها و تسلّي همومه بلطيف مداراتها و جماع سياسة الرجل اهله بحسم وسط (كذا) ثلاثة امور لا تدعه و هي الهيبة الشديدة و الكرامة التامّة و شغل خاطرها بالمهم‌


[1] ضدّ القصد و الاعتدال‌

[2] التقدير كالتقتير يقال قدّر على عياله اذا ضيّق‌

اسم الکتاب : كتاب السياسة المؤلف : ابن سينا    الجزء : 1  صفحة : 11
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست