قُوًى أُخْرَى قَبْلَهَا مِثْلُ الْخَيَالِ وَ التَّخَيُّلِ وَالذُّكْرِ الَّذِى سَنَقُولُهُ بَعْدُ وَ الطَّبِيبُ إنَّمَا يَنْظُرُ فِى الْقُوَى الَّتِى إذَا لَحِقَهَا مَضَرَّةٌ فِى أَفْعَالِهَا [1] كَانَ ذَلِكَ مَرَضاً فَإنْ كَانَتِ الْمَضَرَّةُ تَلْحَقُ فِعْلَ قُوَّةٍ بِسَبَبِ مَضَرَّةٍ لَحِقَتْ فِعْلَ قُوَّةٍ قَبْلَهَا وَكَانَتْ تِلْكَ الْمَضَرَّةُ تَتْبَعُ سُوءَ مِزَاجٍ أوْ فَسَادَ تَرْكِيبٍ فِى عُضْوٍ مَا فَيَكْفِيهِ أنْ يَعْرِفَ لُحُوقَ ذَلِكَ الضَّرَرِ بِسَبَبِ سُوءِ مِزَاجِ ذَلِكَ الْعُضْوِ أَوْ فَسَادِهِ حَتَّى يَتَدَارَكَهُ [2] بِالْعِلَاجِ أوْ يَتَحَفَّظَ عَنْهُ. وَلا عَلَيْهِ أنْ يَعْرِفَ حَالَ الْقُوَّةِ الَّتِى إنَّمَا يَلْحَقُهَا مَا يَلْحَقُهَا بِوَاسِطَةٍ إذْ كَانَ قَدْ عَرَفَ حَالَ الَّتِى يَلْحَقُهَا بِغَيْرِ وَاسِطَةٍ.
وَالثَّالِثَةُ مِمَّا يَذْكُرُهُ الأَطِبَّاءُ وَ هِىَ الْخَامِسَةُ أوِ الرَّابِعَةُ عِنْدَ التَّحْقِيقِ وَهِىَ الْقُوَّةُ الْحَافِظَةُ وَالْمُتَذَكِّرَةُ [3] وَهِىَ خِزَانَةٌ لِمَا يَتَأَدَّى إلَى الْوَهْمِ مِنْ مَعَانٍ فِى الْمَحْسُوسَاتِ غَيْرِ [4] صُوَرِهَا الْمَحْسُوسَةِ كَمَا أنَّ الْخَيَالَ خِزَانَةٌ لِمَا يَتَأَدَّى إلَى الْحِسِّ مِنَ الصُّوَرِ الْمَحْسُوسَةِ [5] وَ مَوْضِعُهَا الْبَطْنُ الْمُؤَخَّرُ مِنْ بُطُونِ الدِّمَاغِ وَ هَاهُنَا مَوْضِعُ نَظَرٍ حُكْمِىٍ [6] فِى أَنَّهُ هَلِ الْقُوَّةُ الْحَافِظَةُ وَالْمُتَذَكِّرَةُ الْمُسْتَرْجِعَةُ لِمَا غَابَ عَنِ الْحِفْظِ مِنْ مَخْزُونَاتِ الْوَهْمِ قُوَّةٌ وَاحِدَةٌ أَمْ قُوَّتَانِ وَلَكِنْ لَيْسَ ذَلِكَ مِمَّا يَلْزَمُ الطَّبِيبَ إذَا كَانَتْ الآفَاتُ الَّتِى تَعْرِضُ لأَيَّتِهِمَا كَانَتْ [7] هِىَ مُتَجَانِسَةً وَهِىَ الآفَاتُ الْعَارِضَةُ لِلْبَطْنِ الْمُؤَخَّرِ مِنَ الدِّمَاغِ إمَّا مِنْ جِنْسِ الْمِزَاجِ وَإمَّا مِنْ جِنْسِ التَرْكِيبِ.
[1] ط، آ، ج: فعلها. ب: افعالها.
[2] ب، آ، ج: يتداركه. ط: يتدارك.
[3] ط، آ، ج: المتذكرة. ب: المذكرة.
[4] ب، آ، ج: غير. ط: عند.
[5] عبارة «كما أن الخيال خزانة لما يتأدى إلى الحسّ من الصور المحسوسة» فى نسخه بولاق مصحَّفة بالتقديم وضبطت بعد «ما يلحقها ...» وما أثبتناه من نسخة الطهران و الآملى و الجيلانى.
[6] ط: فلسفى. ب: حكمى.
[7] ط، آ، ج: لأيتهما كانت. ب: لأيهما كان.