responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح تشريح القانون المؤلف : ابن نفيس    الجزء : 1  صفحة : 347

كما يعتمد الغشاء الرقيق على الدماغ لأنه يلاقيه. و لما كان الدماغ يحتاج ان يتصل به عروق كثيرة [1] جدا ضاربة، و غير ضاربة. و ذلك لأنه يحتاج إلى ذلك لأجل نفسه للاغتذاء و استفادة الحياة، و يحتاج إلى ذلك لأجل توليد الروح النفسانى فلذلك احتيج ان يكون ما يصل إليه من العروق بكثرة.

و هذه العروق لو لم تكن مخالطة لجرم إلى الصلابة لكانت أوضاعها تختل بسبب تحريك ما يحدث حول الدماغ من الرياح و الأبخرة، فلذلك لا بد من ان يكون تلك العروق مداخلة لجرم إلى الصلابة لحفظ أوضاع بعضها من بعض و يجب ان يكون الجرم ملاقيا للدماغ حتى تكون‌ [2] تلك العروق ملاقية للدماغ لتحيل ما فيها إلى الدم و الروح إلى مشابهة طبيعته فيقرب بذلك من اعتدال حتى يكون الدم صالحا لتغذية الدماغ و الروح صالحة لأن تصير روحا نفسانية فلذلك وجب أن تكون العروق الواصلة إلى الدماغ ضاربها و غير ضاربها مخالطة لجرم الغشاء الرقيق الملاقى للدماغ فلذلك سمّى هذا الغشاء المشيمى لأجل مشابهته للمشيمة التى للجنين فى حفظها لأوضاع ما يأتيه من العروق، فلذلك هذا الغشاء المحلل للدماغ الملاقى له يحتاج ان تكون فيه عروق كثيرة جدا.

و اما الغشاء الآخر الغليظ فانه إنما يخالطه من العروق ما يوصل إليه غذاه، فان كان قد تنفذ فيه عروق أخرى [ «تخدمه إلى المجرى»] فلذلك كان هذا الغشاء قليل العروق بخلاف الغشاء الرقيق مع ان الغليظ أحوج إلى كثرة الغذاء من الرقيق.

قوله: و لذلك ما يداخل أيضا جوهر الدماغ معناه و لما كان الغشاء الرقيق كالمشيمة فى حفظ أوضاع العروق التى منها يغتذى الدماغ وجب ان يكون لهذا الغشاء مداخلة كبيرة [3] لجوهر الدماغ ليوصل إليه الغذاء من تلك العروق.

قوله: و ينتهى عند المؤخر منقطعا الغشاء الرقيق يدخل إلى داخل الدماغ و ذلك من الطى الذى ذكرناه، و إذا خرق ذلك الطى جرم الدماغ إلى بطونه غشاء تلك البطون من داخل إلا [4] البطن المؤخر فإنه لصلابته استغنى‌ [5] عن هذه التغشية و ذلك لأن من فوائد هذه التغشية حفظ أوضاع أجزاء الدماغ، و ذلك لأجل إفراط (لينه و قبوله للانعواج و الانثناء و نحو ذلك بسبب افراط) ما يحدث فى الدماغ من الرياح و الأبخرة و نحوها، و البطن المؤخر لأجل قلة لينه يستغنى عن ذلك، فلذلك باطنه يخلو من هذا الغشاء.

و اللّه ولى التوفيق‌ [6]


[1] ب: كبيرة

[2] ن: ساقطة

[3] ن: كثيرة

[4] ن: ساقطة

[5] ب: يستغنى‌

[6] م ن: ساقطة ب: و اللّه أعلم‌

اسم الکتاب : شرح تشريح القانون المؤلف : ابن نفيس    الجزء : 1  صفحة : 347
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست