responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القانون في الطب المؤلف : ابن سينا    الجزء : 1  صفحة : 278

الأول. وأما إذا كان العضو المتورم مفرغة لعضو رئيس، مثل المواضع الغددية من العنق حول الأذنين للدماغ والإبط للقلب والإربيتين للكبد، فلا يجوز البتة أن يقرب إليها ما يردع ليس لأجل أن هذا ليس علاجاً لأورامها، فإن هذا هو أعلاج لأورامها، غير أنا نؤثر أن لا نعالج أورامها، ونجتهد في الزيادة فيها وجذب المادة إليها، ولا نبالي من اشتداد الضرر بالعضو طلباً منا لمصلحة العضو الرئيس، وخوفاً منا أنا ذا أردعنا المادة انصرفت إلى العضو الرئيس، وكان من ذلك ما لا يطاق تداركه فنحن نستأثر وقوع الضرر بالعضو الخسيس من حيث ينفع العضو الرئيس حتى إنا لنجتهد في جذب المادة إلى العضو الخسيس وتوريمه ولو بالمحاجم والأضمدة الجاذبة الحادة. وإذا جتمع أمثال هذه الأورام أو غيرها- وخصوصاً في المواضع الخالية- فربما انفرج بذاته أو معونة الإنضاج، وربما احتجت إلى الإنضاج والبط معاً. والإنضاج يتم بما فيه مع الحرارة تسديد وتغرية يحصر بهما الحار، ومن يحاول الإنضاج بمثل هذه المنضجات، بجب عليه أن يتأمل فإن وجد الحار الغريزي ضعيفاً، ورأى العضو يميل إلى الفساد، نحى عنه المغرّيات والمسدّدات، واستعمل المفتّحات والشرط العميق، ثم الأدوية التي فيها تحليل وتجفيف، وكما نستقصي فيه في الكتب الجزئية، وكثيراً، ما يكون الورم غائراً، فيحتاج إلى جذبه نحو الجلد ولو بالمحاجم بالنار. وأما الأورام الصلبة المجاوزة حد الابتداء، فالقانون فيها أن تلين تارة بما يقلّ إسخانه وتجفيفه لئلآ يتحجر كثيفه لشدة التحليل، بل يستعد جميعه للتحليل، ثم يشد عليه التحليل، ثم إن خيف- من تحلل ما تحلّل- تحجر ما يبقى، أقبل على تليينه ثانياً ولا يزال يفعل ذلك حتى يفنى كله في مدتي التليين والتحليل.

والأورام الفجة تعالج يما يسخن مع لطافة، والأورام النفخية، تعالج بما يسخن مع لطافة جوهر لتحلل الريح وتوسع المسام، إذ السبب في الأورام النفخية غلظ الريح بانسداد المسام. ويجب أيضاً أن يعتنى بجسم مادة ما يحدث البخار الريحي. ومن الأورام أورام قرحية، كالنملة فيجب أن تبرد كالفلغموني، ولكن لا ينبغي أن يرطب، وأن كان الورم يقتضي الترطيب، بل ينبغي أن تجقف لأن العرض ههنا قد غلب السبب. والعرض هو التقرح المتوقع أو الواقع. والتقرح علاجه التجفيف، وأضر الأشياء به الترطيب.

واما الأورام الباطنة، فيجب أن تنقص المادة عنها بالفصد والإسهال، ويجتنب صاحبها الحمام والشراب والحركات البدنية والنفسانية المفرطة كالغضب ونحوه، ثم يستعمل في بدء الأمر ما يردع من غير حمل شديد وخصوصاً إن كان في مثل المعدة أو الكبد، لهاذا جاء وقت تحليلها، فلا يجب أن يخلي عن أدوية قابضة طيبة الريح كما أومأنا إليه فيما سلف. والكبد والمعدة أحوج إلى ذلك من الرئة، ويجب أن تكون الملينات للطبيعة التي تستعمل، فيها إنضاج وموافقة للأورام، مثل عنب الثعلب والخيار شنبر. ولعنب الثعلب خاصية في تحليل الأورام الحارة الباطنة، ويجب أن لا يغذى أربابها إلا لطيفاً، وفي غير وقت النوبة إن كانت في ابتدائها، إلا لضعف شديد. ومن بلي باجتماع ورم الأحشاء مع سقوط القوة، فهو في طريق‌

اسم الکتاب : القانون في الطب المؤلف : ابن سينا    الجزء : 1  صفحة : 278
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست