responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القانون في الطب المؤلف : ابن سينا    الجزء : 1  صفحة : 238

وبالجملة فإن كل شي‌ء إذا تغير عن عادته في شهوة أو براز أو بول أو شهوة جماع أو نوم أو عرق أو جفاف بدن أو حدة ذهن أو طعم أو ذوق أو عادة احتلام فصار أقل أو أكثر أو تغيرت كيفيته أنذر بمرض. وكذلك العادات الغير الطبيعية مثل بواسير أو طمث أو قي‌ء أو رعاف أوعادة شهوة شي‌ء كان فاسداً أو غير فاصد، فإن العادة كالطبيعة. ولذلك لا يترك الردي‌ء جداً منها ويترك بتدريج وقد تدل أمور جزئية على أمور جزئية، فإن دوام الصداع والشقيقة تنذر بالانتشار ونزول الماء في العين وتخيل العين قدام الوجه كالبق وغيره إذا ثبت ورسخ وجعل البصريضعف معه، أنذر بننزول الماء في العين.

والثقل والوجع قي الجانب الأيمن إذا طال دل على علة في الكبد. والثقل والتمدد في أسفل الظهر والخاصرة مع تغير حال البول عن العادة ينذر بعلة في الكلى.

والبراز العادم للصبغ فوق العادة ينذر بيرقان. وءاذا طال حرق البول أنذر بقروح تحدث في المثانة والقضيب.

والإسهال المحرق للعقدة ينذربالسحج وسقوط الشهوة مع القي‌ء والنقخ.

والوجع قي الأطراف وينذر بالقولنج.

والحكاك في المعدة إن لم يكن ديدان صغار بها ينذر بالبواسير.

وكثرة خروج الدماميل والسلع ينفر بدبيلة كثيرة تحدث.

والقوباء ينذر بالبرص الأسود. والبهق الأبيض ينذر بالبرص الأبيض.

الفصل الثاني قول كلي في تدبير المسافر

إن المسافر قد ينقطع عن أشياء كان يعتادها وهو في أهله، وقد يصيبه تعب ووصب، فيجب أن يحرص على مداواة أمر نفسه لئلا تصيبه أمراض كثيرة وأكثر ما يجب أن يتعهد به نفسه، أمر الغذاء وأمر الأعياء، فيجب أن يصلح غذاءه ويجعله جيد الجوهر قريب القدر غير كثيره حتى يجود هضمه ولا تجتمع الفضول في عروقه. ويجب أن لا يركب ممتلئاً لئلا يفسد طعامه ويحتاج إلى أن يشرب الماء فيزداد تخضخضاً ويتقيأ وينبسط، بل يجب أن يؤخر الغذاء إلى وقت النزول إلا أن يستدعيه سبب مما سنقوله بعد، فإن لم يجد بداً تناول قدراً قليلًا على سبيل التلهي بحيث لا يحوجه إلى شرب الماء ليلًا كان سيره أو نهاراً. ويجب أن يدبر إعياءه بما قيل في باب الإعياء ويجب أن لا يسافر ممتلئاً من دم أو غيره بل ينقي بدنه، ثم يسافر. وإن كان منتخماً جاع ونام وحل التخمة ثم يسافر.

ومن الواجب على المسافر أن يتدرج ويرتاض يسيراً أكثر من العادة، وإن كان يحتاج إلى سهر يعانيه في طريقه، اعتاد السهر قليلًا قليلًا، وكذلك إن كان يخمن أنه سيعرض له جوع أو عطش أو غير ذلك فيجب أن يعتاده، وليتعود من الغذاء الذي يريد أن يغتذي به في سفره.

اسم الکتاب : القانون في الطب المؤلف : ابن سينا    الجزء : 1  صفحة : 238
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست