responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القانون في الطب المؤلف : ابن سينا    الجزء : 1  صفحة : 214

البقول والفواكه وغير ذلك، فإن الملطفة محرقة للدم، والغليظة مبلغمة مثقلة للبدن، بل يجب أن يكون الغذاء من مثل اللحم خصوصاً لحم الجدي والعجاجيل الصغار والحملان والحنطة المنقاة من الشوائب المأخوذة من زرع صحيح لم يصبه آفة، والشي‌ء الحلو الملائم للمزاج والشراب الطيب الريحاني، ولا يلتفت إلى ما سوى ذلك إلا على سبيل التعالج والتقدم بالحفظ. وأشبه الفواكه بالغذاء التين والعنب الصحيح النضيج الحلو جداً، والتمر في البلاد والأراضي المعتاد فيها ذلك. فإن استعمل هذه وحدث منها فضل بادر إلى استفراغ ذلك الفضل، ويجب أن لا يأكل إلا على شهوة، ولا يدافع الشهوة إذا هاجت، ولم تكن كاذبة كشهوة السكارى ومن به تخمة، فإن الصبر على الجوع يملأ المعدة أخلاطاً صديدية رديئة، ويجب أن يؤكل في الشتاء الطعام الحار بالفعل، وفي الصيف البارد أو القليل السخونة ولا يبلغ الحر والبرد إلى ما لا يطاق. وإعلم أنه لا شي‌ء أردأ من شبع في الخصب يتبعه جوع في الجدب وبالعكس. والعكس أردأ وقد رأينا خلقاً ضاق عليهم الطعام في القحط فلما اتسع الطعام امتلأوا وماتوا.

على أنّ الإمتلاء الشديد في كلّ حال قتال، كان من طعام أو شراب، فكم من رجل امتلأ بما فراط فاختنق ومات.

وإذا وقع الخطأ فتنوول شي‌ء من الأغذية الدوائية، فيجب أن يدبر في هضمه وإنضاجه وليحترز من سوء المزاج المتوقع منه باستعمال ما يضاده عقيبه حتى ينهضم فإن كان بارداً مثل القثاء والخيار والقرع عدل بما يضاده مثل الثوم والكراث، وإن كان حاراً عدل بما يضاده أيضاً من مثل القثاء وبقلة الحمقاء، وإن كان سددياً استعمل ما يفتح ويستفرغ ثم يجوع بعده جوعاً صالحاً فلا يتاول شيئاً هو وكل مستصح البتة ما لم تصدق الشهوة وتخلو المعدة والأمعاء العلى عن الغذاء الأول فأضر شي‌ء بالبدن إدخال غذاء على غذاء لم ينضج وينهضم ولا شر من التخمة وخصوصاً ما كان تخمة من أغذية رديئة فإن التخمة إذا عرضت من الأغذية الغليظة أورثت وجع المفاصل والكلى والربو وضيق النفس والنقرس وجساوة الطحال والكبد والأمراض البلغمية والسوداوية، وأما إذا عرضت من أغذية لطيفة فيعرض منها حميات حادة خبيثة وأورام حادة رديئة وربما احتيج إلى إدخال طعام ما أو شي‌ء يشبه الطعام على طعام يكون كأنه دواء له مثل الذين يتناولون أغذية حريفة ومالحة فإذا اتبعوها بعد زمان يكون لم يتمم فيه الهضم بالمرطبات من الأغذية التفهة صلح بذلك كيموس ما اغتذوا به وهؤلاء يغنيهم هذا التدبير ولا حاجة بهم إلى الرياضة، وبضد هذا حال من يتبع الغليظة بعد زمان بما هو سريع الهضم حريف والحركة الخفيفة على الطعام بقدره في المعدة وخصوصاً لمن أراد النوم عليه. والأعراض النفسانية القادحة والحركات البدنية الفادحة يمنعان الهضم ويجب أن لا يؤكل في الشتاء الأغذية القليلة الغذاء كالبقول بل يؤكل ما هو أغنى من الحبوب وأشد اكتنازاً، وفي الصيف بالضد ثم يجب أن لا يمتلى‌ء منه حتى لا مكان لفضلة بل يجب أن يمسك عنه وفي النفس بعض من بقية الشهوة. فإن تلك البقية من تقاضى الجوع تبطل بعد ساعة ويجب أن يحفظ مجرى العادة في ذلك فإن شر

اسم الکتاب : القانون في الطب المؤلف : ابن سينا    الجزء : 1  صفحة : 214
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست