responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القانون في الطب المؤلف : ابن سينا    الجزء : 1  صفحة : 138

فليتناول بعده ما يدر. على أن المبطون كثيراً ما ينتفع به وبسائر المياه الغليظة الثقيلة لاحتباسها في بطنه وبطء انحدارها ومن ترياقاته الدسم والحلاوات والنوشادرية يطلق الطبيعة، شرب منها أو جلس فيها، أو احتقن والشبّية تنفع من سيلان فضول الطمث، ومن نفث الدم وسيلان البواسير. غير أنها شديدة الإثارة للحمى في الأبدان المستعدة لها. والحديدي يزيل الطحال ويعين على الباه. والنحاسي صالح لفساد المزاج، وإذا اختلطت مياه مختلفة جيدة ورديئة غلب أقواها. ونحن قد بينا تدبير المياه الفاسدة في باب تدبير المسافرين. ونذكر باقي أحكام الماء وصفاته وقرى أصنافه في باب الماء في الأدوية المفردة فاطلب ما قلناه من هنالك.

الفصل السابع عشر موجبات الاحتباس والاستفراغ‌

احتباس ما يجب أن يستفرغ بالطبع يكون، إما لضعف الدافعة، أو لشدة القوة الماسكة، فتشبث به، أو لضعف الهاضمة فيطول لبث الشي‌ء في الوعاء تلبثاً من القوى الطبيعية إياه إلى استيفاء الهضم، أو لضيق المجاري والسدد فيها، أو لغلظ المادة أو لزوجتها، أو لكثرتها فلا تقوى عليها الدافعة، أو لفقدان الإحساس بالحاجة إلى دفعها إذ كان قد تعين في الاستفراغ قوة إرادية كما يعرض في القولنج اليرقاني، أو لانصراف من قوة الطبيعة إلى جهة أخرى كما يعرض في البحارين من شدّة احتباس البول أو احتباس البراز بسبب كون الاستفراغ البحراني من جهة أخرى، وإذا وقع احتباس ما يجب أن يستفرغ عرض من ذلك أمراض.

أما من باب أمراض التركيب، فالسدة والاسترخاء والتشنج الرطب وما يشبه ذلك، وأما من أمراض المزاج فالعفونة، وأيضاً الحار الغريزي واستحالته إلى النارية، وأيضاً انطفاء الحرارة الغريزية من طول الاحتقان أو شدته فيعقبه البرد، وأيضاً غلبة الرطوبة على البدن. وأما من الأمراض المشتركة فانصداع الأوعية وانفجارها. والتخمة من أردأ أسباب الأمراض وخصوصاً إذا وافت بعد اعتياد الخواء مثل ما يقع من الشبع المفرط في الخطب عقيب جوع مفرط في الحدب. وأما من الأمراض المركبة فالأورام والبثور. واستفراغ ما يجب أن يحتبس يكون إما لقوة الدافعة أو لضعف الماسكة أو لإيذاء المادة بالثفل لكثرته أو بالتمديد لريحته أو باللذع لحدته وحرافته أو لرقة المادة، فيكون كأنها تسيل من نفسها فيسهل اندفاعها وقد يعينها سعة المجاري كما يعرض لسيلان المني أو من إنشافها طولًا أو انقطاعها عرضاً أو انفتاحها عن فوهاتها كما في الرعاف وقد يحدث هذا الاتساع بسبب حادث من خارج أو من داخل وإذا وقع استفراغ ما يجب أن يحتبس، عرض من ذلك برد المزاج باستفراغ المادة المشعلة التي يغتذي منها الحار الغريزي، وربما عرض منه حرارة مزاج إذا كان ما يستفرغ بارد المزاج، مثل البلغم، أو قريباً من اعتدال المزاج، مثل الدم فيستولي الحار المفرط كالصفراء فيسخن، قد يعرض من ذلك اليبس دائماً وبالذات، وربما عرضت منه الرطوبة على القياس الذي ذكرناه في عروض الحرارة وذلك عند اعتدال من استفراغ الخلط المجفف أو يعجز من الحرارة الغريزية عن هضم‌

اسم الکتاب : القانون في الطب المؤلف : ابن سينا    الجزء : 1  صفحة : 138
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست