اسم الکتاب : المسائل الغريبة العشرينية المؤلف : ابن سينا الجزء : 1 صفحة : 85
(4) مسألة فى عكس الموجية
و حكم الفيلسوف ان الموجبة الكلية المطلقة تنعكس موجبة كلّيّة؛ ثم
يستعمل من بعد على انها مطلقة، و ليس يجب هذا. فاذن اذا اوجبنا خاصة غير ملازمة بل
يفارق؛ كان من الموضوعات، و لكن يعرض و قتاما لكل، حتى يصدق: ان كمل عليه
بالكلّيّة.
كقولنا: «كل حيوان متحرك بالارادة»، فعكسه ضرورى؛ لان الموضوع من
ذاتى لخاصيّته؛ و لهذا نقول: «بعض المتحرك بالارادة حيوان بالضرورة لا بالاطلاق».
و ان كان المحمول أعمّ منه، مثل المتحرك بالانسان؛ امكن ان يعتبر
العكس مطلقا، و امكن ايضا ان يعتبر ضروريّا ما يحسب اختلاف الاعتبارين، و لا يحتاج
الى الكلام فيه هاهنا. فاذن ليس يجب ان يكون، لا محالة، عكس المطلق مطلقا، بمعنى
موجود عن ضرورى الوجود، مع انه موجود وقتا، بل يتفق.
(5)- مسألة، فى حد الممكن
حد الفيلسوف الممكن ان قال: «انه الذى ليس بضرورى»؛ و متى فرض موجودا
لم يعرض منه محال.
فهذه الفاظ ثلاثة: الممكن و الضرورى و المحال، ماخوذ ان فى حدّ
الثالث، و هو الممكن، و لا يمكن ان لا يؤخذ فى حدهما الممكن.
و ذلك ان المحال، اذا اراد انسان ان يحده، لم يكن بد من ان يقول: «هو
ما هو بالاضطرار لا يكون» او يقول: «ما لا يمكن ان لا يكون».
فان قال قائل: «هو ما لا يمكن ان لا يكون»؛ فقد اخذ فى حده الممكن،
فمحال ان يؤخذ الممكن. و ان قال: «هو ما بالاضطرار ان لا يكون» فسئل عن الاضطرار:
ما معناه؟ فيقول: احد شيئين: اما انه «الذى لا يمكن ان لا يكون»، كان
اخذ الممكن فى حد الضرورى و اخذ المحال فى حد الممكن؛ فاخذ الممكن فى حدّ نفسه. و
ان قال:
انه «المحال ان لا يكون»؛ فيكون عرف المحال بالضرورى، و الضرورى
بالمحال،
اسم الکتاب : المسائل الغريبة العشرينية المؤلف : ابن سينا الجزء : 1 صفحة : 85