responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل ابن سينا المؤلف : ابن سينا    الجزء : 1  صفحة : 52

أصغر، كان الشبح أصغر. و المرئى الحقيقى هو هذا الشبح. فإذن إذا كان الشبح يرد على البصر يجب أن يكون الأبعد شبحه أصغر، فيرى أصغر.

فاذن صغر الزاوية تعيّن فى صغر الإبصار حيث يكون قبول الشبح، لا بملاقاة بالشعاع.

(الفصل الرابع عشر: فى الحواسّ الباطنة)

و أما القوى المدركة فى الباطن فمنها القوة التي ينبعث منها قوى الحواسّ الظاهرة و تجتمع بتأديتها إليها و تسمى الحسّ المشترك؛ و لولاها لما كان إذا أحسسنا بلون العسل إبصارا حكمنا بأنه حلو، و إن لم نحسّ فى الوقت حلاوته. و ذلك لأن القوة واحدة و اجتمع فيها ما أدّاه حسّان من حلاوة و لون فى شى‌ء واحد- فلما ورد عليه أحدهما كان الثاني ورد معه. و لو لا أن فينا شيئا اجتمع [14 ا] فيه صورة الحلاوة و الصفرة لما كان لنا أن نحكم أن الحلاوة غير الصفرة، و لا أن نحكم أن هذا الأصفر هو حلو.

و هذا الحس المشترك تقرن به قوة تحفظ ما تؤديه الحواسّ إليه من صور المحسوسات، حتى إذا غابت عن الحس بقيت فيه بعد غيبها. و هذا يسمى الخيال و المصوّرة و عضوهما مقدّم الدماغ.

و هاهنا قوة أخرى فى الباطن تدرك فى الأمور المحسوسة ما لا يدركه الحسّ.

مثل القوة فى الشاة التي تدرك من الذئب ما لا يدركه الحسّ و لا يؤدّيه الحسّ- فإن الحسّ لا يؤدى إلا الشكل و اللون؛ فأما أن هذا ضارّ أو عدوّ و منفور عنه فتدركه قوة أخرى و تسمّى و هما. و كما أن للحسّ خزانة هى المصوّرة، كذلك للوهم خزانة تسمّى الحافظة و المتذكرة. و عضو هذه الخزانة مؤخّر الدماغ.

و هاهنا قوة تفعل فى الخيالات تركيبا و تفصيلا تجمع بين بعضها و بعض و تفرّق‌

اسم الکتاب : رسائل ابن سينا المؤلف : ابن سينا    الجزء : 1  صفحة : 52
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست