اسم الکتاب : رسائل ابن سينا المؤلف : ابن سينا الجزء : 1 صفحة : 40
لا تتجزأ. و ليس يجب أن يكون للجسم قبل التجزئة جزء إلا بالإمكان. و
يجوز أن يكون فى الإمكان أحوال بلا نهاية. فإذن الأجسام لا ينقطع إمكان انقسامها
بالتوهّم البتة. فأما تزييدها فإلى حدّ يقف عنده، إذ لا نجد مادة غير متناهية و لا
مكانا غير متناه. و مكان الجسم ليس [1] بعدا هو فيه لما علمت، بل هو سطح ما يحويه الذي يليه فهو فيه.
(الفصل الثامن: فى الزمان)
و أما الزمان فهو شىء غير مقداره و غير مكانه، و هو أمر به يكون
«القبل» الذي لا يكون معه «البعد». فهذه القبلية له لذاته، و لغيره به، و كذلك
البعدية. و هذه القبليات و البعديات متصلة إلى غير نهاية. و الذي لذاته هو قبل
شىء هو بعينه يصير بعد شىء، و ليس أنه «قبل» هو أنه حركة، بل معنى آخر. و كذلك
ليس هو سكون، و لا شىء من الأحوال التي تعرض فإنها فى أنفسها لها معان غير
المعانى التي هو بها «قبل» و بها «بعد» و كذلك «مع»، فإن لل «مع» مفهوما غير مفهوم
كون الشىء [9 ب] حركة. و هذه القبليات و البعديات و المعيّات تتوالى على
الاتصال، و يستحيل أن تكون دفعات لا تنقسم و إلا لكانت توازى حركات فى مسافات لا
تنقسم- و هذا محال؛ فإذن يجب أن يكون اتصالها اتصال المقادير. و محال أن تكون أمور
ليس وجودها معا يحدث و يبطل و لا تغير البتة، فإنه إن لم يكن أمر زال و لم يكن أمر
حدث لم يكن «قبل» و لا «بعد» بهذه الصفة. فاذن هذا الشىء المتّصل متعلق بالحركة و
التغيّر، و كل حركة على مسافة على سرعة محدودة فإنّه إذا تعيّن لها أو تعيّن بها
مبدأ و طرف لا يمكن