responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل ابن سينا المؤلف : ابن سينا    الجزء : 1  صفحة : 308

و علمه* و الأمر العقلى و الفيض القدسى ينزل من سماء القضاء الى حيز النفس الناطقة بهذه الصلاة و يكلف بهذا التعبد من غير تعب بدنى و لا تكليف انسانى* و من صلى هكذا فقد نجا من قواه الحيوانية و آثاره الطبيعية و ارتقى المدارج العقلية و طالع مضمونات الازلية* و الى هذا أشار عز و علا حيث قال‌ (إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى‌ عَنِ الْفَحْشاءِ وَ الْمُنْكَرِ وَ لَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَ اللَّهُ يَعْلَمُ ما تَصْنَعُونَ)

(الفصل الثالث فى أنّ كلّ قسم من القسمين على أىّ صنف واجب)

لما قررنا ماهية الصلاة و أوضحناها بقسميها و شرحنا كلا القسمين فيجب أن نقول ان كل قسم بأي صنف يتعلق و من أى قوم يصح و يجرى فنقول قد بان لك ان فى الانسان شيئا من العالم الاسفل و شيئا من العالم الاعلى و شرحناهما بطريق الاختصار و اتضح لك أن الصلاة منقسمة الى رياضية بدنية و حقيقية روحانية و أوفرت حظ كل قسم من الشرح حسبما يليق بهذه الرسالة و الآن نقول* ان الانسان متفاوت حسب تأثير قوى الارواح المركبة فيه فمن غلب عليه الطبيعى و الحيوانى فانه عاشق للبدن محب لنظامه و تربيته و صحته و أكله و شربه و لبسه و جذب منفعته و دفع مضرته و هذا الطالب من عداد الحيوانات لا بل من زمرة البهائم أيامه مستغرقة فى الاهتمام بتدبير بدنه و أوقاته موقوفة على مصالح شخصه فهو غافل عن الخالق جاهل بالحق و لا يجوز له التهاون بهذا الأمر الشرعى اللازم له الواجب عليه و ان لم يتعوده فبالسياسة

اسم الکتاب : رسائل ابن سينا المؤلف : ابن سينا    الجزء : 1  صفحة : 308
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست