اسم الکتاب : رسائل ابن سينا المؤلف : ابن سينا الجزء : 1 صفحة : 27
لا يقع الأوسط فى إحدى المقدمتين
[1] إلا نحو وقوعه فى الأخرى، و الأكبر و الأصغر فى القياس إلّا نحو
وقوعها [2] فى النتيجة فى المعنى و فى الشرائط و
فى الاعتبارات كلها بلا اختلاف البتة، و أن يحذر المهمل و لا يستعمله أصلا.
فصل
القياسات الخطابية تكون مؤلّفة من مقدمات مقبولة أو مظنونة أو مشهورة
فى أوّل ما يسمع غير حقيقيّة- مثال المقبولة أن يقال: هذا نبيذ مطبوخ.
و النبيذ المطبوخ يحلّ شربه فهذا يحلّ شربه- و الكبرى مقبولة ليست
بيّنة و لا مشهورة، إنما هى مقبولة من أبى حنيفة.- و أما المظنونة فكما يقال: فلان
يطوف بالليل و من يطوف بالليل فهو سارق.- و مثال المشهورة فى بادئ الرأى قولك:
فلان أخوك الظالم، و الأخ الظالم ينبغى أن ينصر و إن كان ظالما- فإن هذا أول ما
يسمع يظن [5 ب] أنه مشهور. لكنه بالحقيقة ليس بمشهور، بل المشهور: الظالم لا ينصر
و إن كان أخا.
و منفعة القياسات الخطابيّة فى الأمور المدنية من المنع و التحريض و
الشكاية و الاعتذار و المدح و الذم و تكبير الأمور و تصغيرها.
فصل
القياسات الشعرية من مقدّمات مخيلة. و إن كانت مع ذلك لا يصدّق بها،
لكنها تبسط الطبع نحو أمر و تقبضه عنه مع العلم بكونها
[3] كاذبة كمن يقول: لا تأكل هذا العسل فانه مرّة مقيّئة، و المرة
المقيئة لا تؤكل، فيوهم الطبع أنه حق مع معرفة الذهن بأنه كاذب فيتقزز عنه. و كذلك
ما يقال [4]