responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل ابن سينا المؤلف : ابن سينا    الجزء : 1  صفحة : 257

و ليعلم انه لا معقب لحكمه و لا راد لقضائه نعم ينبغى ان يتلطف فى اضافة الخير و الشر اليه و هذا انما يعلم بعد ان يوسط بتقسيم حاصر- فنقول المعلوم لا يخلو اما ان يكون خيرا محضا او شرا محضا او شرا من وجه و خيرا من وجه و الذي هو خير من وجه و شر من وجه اما ان يكون خيره غالبا او يكون الخير و الشر فيه متساويين فاما الخير المطلق فقد وجد و هو الحق تعالى و كذلك العقول الفعالة و من يقرب منهم اذ هى اسباب الخيرات و البركات- و اما الشر المطلق و الغالب و المساوى فلم يوجد لان احتمال الشر الكثير لاجل ان يحصل خير يسير شر كثير هذا فى الغالب و المساوى- و اما الشر المطلق فممتنع الوجود اصلا فلا تقتضى الحكمة ايجاده و اما الخير الغالب فيجب فى الحكمة ايجاده و لا يليق بالجواد اهماله لانه نتيجة العلم السابق بنظام الكل على الوجه التام و هو لازم للوجود و لان احتمال الشر اليسير لاجل ان يحصل الخير الكثير [1] فهذا القسم كالمقابل لما قبله فاذا اضيف الشر اليه فاضفه‌ [2] على العموم مثل (اللّه خالق كل شي‌ء- و اللّه خلقكم و ما تعملون)- و اذا اضيف الخير اليه فعلى الخصوص مثل (بيده الخير و هو على كل شي‌ء قدير- يريد اللّه بكم اليسر و لا يريد بكم العسر) لان الحق الأول تعالى مفيض الخيرات و منزل البركات فالخير مقتضى بالذات و بالقصد الأول و الشر مقتضى بالعرض و بالقصد الثاني و لست اريد بالقصد هاهنا القصد و الاختيار اللذين هما من موجبات الكمال و مخصصات الزمان لان ذلك فى الحق الأول محال لما سبق ان فيضان الخير منه على سبيل اللزوم فاذا كان كذلك لزم من ذلك اللزوم ان يكون له مقابل هو اثر لذلك الفيض و مثاله من المحسوسات الضياء للشمس و الظل للشخص- و هو الموجود المطلق فمنه ما وجوده بغير وسط و هو العقل الأول الذي وجوده ابداعى و تتلوه العقول الفعالة فذلك السلوك العقلى الآخذ من المبدأ الأول و ذلك الاثر الذي هو المعلول الأول يسمى قصدا اولا و ذلك لضرورة الترتيب‌


[1] كذا و لعل هاهنا سقطا- و هو- خير كثير

[2] كذا و لعله فاحمله-

اسم الکتاب : رسائل ابن سينا المؤلف : ابن سينا    الجزء : 1  صفحة : 257
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست