responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل ابن سينا المؤلف : ابن سينا    الجزء : 1  صفحة : 248

فكالمريد و القادر فانهما مركبان من العلم و الاضافة الى الخلق- و اذا عرفت هذا فنحن نذكر بعض صفاته لتهتدى بمعرفتها الى ما لم نذكره-

الصفة الاولى‌

اعلم انه عالم بذاته و ان علمه و معلوميته و عالميته شى‌ء واحد و انه عالم بغيره و بجميع المعلومات و انه يعلم الجميع بعلم واحد و انه يعلمه على وجه لا يتغير علمه لوجود المعلوم و عدمه- و بيان انه عالم بذاته ما ذكرناه انه واحد و انه منزه عن العلل فان معنى العلم هو حصول حقيقة مجردة عن الغواشى الجسمانية و اذا ثبت انه واحد مجرد عن الجسم و صفاته فهذه الحقيقة على الوجه حاصلة له و كل من تحصل له حقيقة مجردة فهو عالم و لا يقتضى ان يكون هذا ذاته او غيره و لانه لا تغيب عنه ذاته فهو عالم بذاته- و بيان انه علم و عالم و معلوم ان العلم عبارة عن الحقيقة المجردة فاذا كانت هذه الحقيقة مجردة فهو علم و اذا كانت هذه الحقيقة المجردة له و حاضرة لديه و غير مستورة عنه فهو عالم و اذا كانت هذه الحقيقة المجردة لا تحصل الا به فهو معلوم بعبارات مختلفة و الا فالعلم و العالم و المعلوم بالنسبة الى ذاته واحد- و نفسك قابل فانك اذا علمت نفسك فمعلومك غيرك او انت فان كان معلومك غيرك فما علمت نفسك و ان كان معلومك نفسك فالعالم و المعلوم هو النفس و اذا كانت صورة نفسك مرتسمة فى نفسك كانت النفس هى العلم فانك اذا راجعت نفسك بالتأمل فلا تجد من نفسك ارتسام حقيقتها و ماهيتها فيها مرة اخرى حتى يحصل لك الشعور بتعددها فاذا ثبت انه يعقل ذاته و عقله ذاته لا يزيد على ذاته كان عالما و علما و معلوما من غير تكثر يلحقه بهذه الصفات و لا فرق بين عالم و عاقل لانهما عبارتان عن سلب المادة مطلقا- و بيان انه عالم بغيره ان كل من يعلم نفسه فبعد ذلك ان لم يعلم غيره فيكون لمانع و المانع‌

اسم الکتاب : رسائل ابن سينا المؤلف : ابن سينا    الجزء : 1  صفحة : 248
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست