أجمعوا على غير من وجد الفضل فيه و الاستحقاق له فقد كفروا باللّه. و
الاستخلاف بالنص أصوب فإن ذلك يؤدى إلى التشّعب و التشاغب و الاختلاف، ثم يجب أن
يحكم فى سنته أن من خرج فادعى خلافته بفضل قوة أو مال، فعلى الكافة من أهل المدينة
قتاله و قتله؛ فإن قدروا و لم يفعلوا فقد عصوا اللّه و كفروا به، و يحلّ [1] ادم من قعد عن ذلك و هو متمكن بعد أنه
يصحح على رأس الملأ ذلك منه، و يجب أن يسن أنه لا قربة عند اللّه تعالى بعد
الإيمان بالنبى أعظم من إتلاف هذا المتغلب، فإن صحح الخارجى أن المتولى للخلافة
غير أهل لها، و انه ممنوّ بنقص، و أن ذلك النقص غير موجود فى الخارجى، فالأولى أن
يطابقه أهل المدينة. و المعول الأعظم العقل، و حسن الإيالة
[2]، فمن كان متوسطا فى الباقى و متقدما فى هذين بعد أن لا يكون غريبا
فى البواقى و صائرا إلى أضدادها، فهو أولى ممن يكون متقدما فى البواقى و لا يكون
بمنزلته فى هذين. فيلزم أعلمهما أن يشارك أعقلهما، و يعاضده، و يلزم أعقلهما أن
يعتضد و يرجع إليه؛ مثل ما فعل عمر و على عليه السلام.
ثم يجب أن يفرض فى العبادات أمور لا تتم إلّا بالخليقة تنويها [3] به و جذبا إلى تعظيمه؛ و تلك الأمور
هى الأمور الجامعة، مثل الأعياد. فإنه يجب أن يفرض اجتماعات مثل هذه، فإن فيها
دعاء للناس إلى التمسك