الفصل الخامس من المقالة الأولى فى الدلالة على الموجود و الشىء و
أقسامهما الأول، بما[1]
يكون فيه تنبيه على الغرض
فنقول: إن الموجود، و الشىء، و الضرورى، معانيها ترتسم فى النفس
ارتساما أوليا، ليس الارتسام مما يحتاج إلى أن يجلب بأشياء أعرف منها.
فإنه كما أن فى باب التصديقات مبادئ أولية، يقع التصديق بها لذواتها،
و يكون التصديق بغيرها، بسببها، و إذا لم يخطر بالبال أو لم يفهم اللفظ الدال
عليها، لم يكن [2] التوصل إلى معرفة ما يعرف بها، و إن
لم يكن التعريف الذى يحاول إخطارها بالبال أو يفهم ما يدل به عليها من الألفاظ
محاولا لإفادة علم ليس فى الغريزة؛ بل منبّها
[3] على تفهيم ما يريده القائل و يذهب اليه. و ربما كان ذلك [4] بأشياء هى فى انفسها أخفى من المراد
تعريفه، لكنها لعلة ما و عبارة ما صارت أعرف.
[1] - أي بتعريفات لفظية منبّهة على معنى الموجود و الشيء.