responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإلهيات من كتاب الشفاء المؤلف : حسن زاده الآملي، الشيخ حسن    الجزء : 1  صفحة : 367

فإن قال قائل: فإن كانت تلك معلولة فلها أيضا إضافة أخرى و تذهب إلى غير النهاية، فإنا نكلّفه أن يتأمل ما حققناه فى باب المضاف من هذا الفن، حيث أردنا أن نبين أن الإضافة تتناهى و فى ذلك انحلال شكه.

و نعود فنقول: إن الأول لا ماهية له غير الإنية و قد عرفت معنى الماهية، و بماذا تفارق الإنية فيما [1] تفارقه فى افتتاح تبياننا هذا.

فنقول: إن واجب الوجود لا يصح أن يكون له ماهية يلزمها وجوب الوجود، بل نقول من رأس: إن واجب الوجود قد يعقل نفس واجب الوجود، كالواحد قد يعقل نفس الواحد، و قد يعقل من ذلك أن ماهيته‌ [2] هى مثلا إنسان أو جوهر آخر من الجواهر، و ذلك الإنسان‌ [3] هو الذى هو واجب الوجود، كما أنه قد يعقل من الواحد أنه ماء أو هواء أو إنسان و هو واحد.

و قد يتأمل فيعلم ذلك مما وقع فيه الاختلاف فى أن المبدأ فى الطبيعيات واحد أو كثير. فبعضهم جعل المبدأ واحدا، و بعضهم جعله كثيرا. و الذى جعله منهم واحدا: فمنهم من جعل المبدأ الأول لا ذات الواحد، بل شيئا هو الواحد، مثل ماء أو هواء أو نار أو غير ذلك. و منهم من جعل المبدأ ذات الواحد من حيث هو واحد، لا شى‌ء عرض له الواحد، ففرق اذا بين ماهية يعرض لها الواحد و الموجود، و بين الواحد و الموجود من حيث هو واحد و موجود.

فنقول: إن واجب الوجود لا يجوز أن يكون على الصفة التى فيها تركيب‌


[1] - أي فيما يكون الوجود عارضا فيه كالممكنات.

[2] - «أنّ ماهية مّا هي إنسان مثلا أو جوهر آخر»، كما نقله في الأسفار، ج 1، ص 9، ط 1.

[3] - أي ذلك الإنسان أو ذلك الجوهر.

اسم الکتاب : الإلهيات من كتاب الشفاء المؤلف : حسن زاده الآملي، الشيخ حسن    الجزء : 1  صفحة : 367
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست