responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشفاء - الإلهيات المؤلف : ابن سينا    الجزء : 0  صفحة : 27

(ه) الإلهيات فى العالم اللاتينى‌ [1]

لم يقف أثر هذا الكتاب عند الشرق، بل امتد إلى الغرب، و كان فى مقدمة أجزاء «الشفاء» التي عنى الغربيون بترجمتها. و قد عرضنا من قبل لهذه الترجمة، و أشرنا إلى أن طليطلة كانت مقرها الأول، و أنها بدأت فى تاريخ مبكر، فى الربع الأخير من القرن الثاني عشر. و عوّل فيها على الأسبانية الدارجة، القشتالية، فكان يترجم من العربية إليها، و منها إلى اللاتينية تحت إشراف جند سالينوس و رعايته‌ [2].

و ما إن تزجم كتاب «الإلهيات»، أو «الميتافزيقى» كما كانوا يسمونه، إلى اللاتينية حتى اخذ فى نسخه و المسارعة إلى اقتنائه، و انتشر فى الأوساط الثقافية الأوروبية المختلفة، كمونبليه، و باريس، و أكسفورد، و كولونى. و عنى مفكر و الغرب بدرسه و تفهمه، لأنه يشرح أرسطو و يكمّله، و ينقّحه خاصة من الناحية الدينية، و يلتقى مع آراء ألفوها من قبل لدى القديس أوغسطين، و يواجه مشاكل كانوا يبحثون عن حلها.

و نستطيع أن نقول إن فلسفة ابن سينا مثلت فى الغرب بجزءين من أجزاء «الشفاء»، هما «كتاب النفس» و «الإلهيات»، و قد وصلا فى القرن الثالث عشر إلى منزلة لم يسم إليها أى جزء آخر، بل و لا أى كتاب فلسفى عربى.

و كان أثر «الإلهيات» عميقا إلى حدّ أنه كان كثير الورود على الأقلام، و استخدمت بكثرة بعض تعبيراته و تعاريفه. و وضعت كتب اعتمد فيها على كثير من نصوصه، و من أخصها «De Fluxu entis، و ذلك الكتاب المنحول الذي يأخذ عن ابن سينا دون أن يصرح دائما باسمه‌ [3]. و أثار كتاب «الإلهيات» حركة فكرية اشتد فيها الأخذ و الرد و هى ما سميت بالأوغسطينية السينوية أو مذهب ابن سينا اللاتينى‌ [4].


[1] عوّلنا فى هذا على بحث مستفيض للأب قنواتى لم يتسع له المجال هنا، و عنوانه:

L'Influence de la Metaphysique d'Aviceonne dans POccident latin

. و سينشر قريبا.

[2] إبراهيم مدكور، المدخل، مقدمة، ص (31) - (32) .

[3] Edite par R. de Vaux dans, Notes et textes sur L'auicennieme latix

[4] R .de Vaux l'auicennisme latin ,Paris 1934 .

اسم الکتاب : الشفاء - الإلهيات المؤلف : ابن سينا    الجزء : 0  صفحة : 27
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست