اسم الکتاب : إلهيات المحاكمات المؤلف : الرازي، قطب الدين الجزء : 1 صفحة : 190
الوجود، أو فيهما بالتفريق بأن تكون حيثية للماهية و حيثية أخرى
للوجود.
و الشارح قال: التركيب إمّا في ماهيّته، أو بسبب وجوده بعد كونه شيئا
حتّى إذا كان شيء في نفسه [1] ينضمّ إليه الوجود كان مركّبا من الوجود و الماهيّة؛ أو يكون
التركيب بحسب تفريقه إلى أجزاء أو إلى جزئيات. و إنّما حمل كلام الشيخ على هذا
لأنّ التركيب في الوجود غير معقول.
و وجه الحصر أن يقال: التركيب في الشيء إمّا قبل الوجود، أو مع
الوجود، أو بعد الوجود [2].
أمّا التركيب قبل الوجود فهو التركيب في الماهيّة؛ و أمّا التركيب مع الوجود فهو
تركيب الماهيّة مع الوجود؛ و أمّا التركيب بعد الوجود فهو
[3] تركيب الشيء المنقسم إلى جزئياته أو إلى أجزائه [4].
و قد يقال: التركيب إمّا أن يحصل بعد الوجود، أولا [55]. و الثاني هو
التركيب في الماهيّة كتركّب الجسم من المادّة و الصورة
[5]. و الأوّل إمّا أن يحصل بتفريق الشيء، أو لا و الثاني كتركّب
الموجود من الماهيّة و الوجود؛ و الأوّل [6] كتركيب البيت من أجزائه، و كجزئيات شيء واحد إذا فرض كلّها
المجموعي.
و في هذا الّذي حمل الشارح عليه إنّ حصول التركيب بالتفريق غير معقول
[56]، و إنّ المنقسم [7]
إلى الجزئيات يستحيل أن يكون مركبا منها [8] و إلّا لم يكن جزئياته، بل أجزائه.
قد علمت أنّ تغاير الحيثيتين [11] يستلزم أحد الأمرين: إمّا تركّب العلّة، أو تعدّد صفاتها- كما نصّ
الشارح عليه في قوله [12]:
«بل هو شيئان أو شيء موصوف بصفتين»-.
و الإمام حمل كلام/ 22SA / الشيخ على ظاهره، و حكم بذهابه إلى أنّ
تغاير الجهتين مفهوما يستدعي تركيب [13] العلّة في الحقيقة لا غير.