اسم الکتاب : الإشارات و التنبيهات المؤلف : ابن سينا الجزء : 1 صفحة : 69
جسمانيا و يدور الكلام عند فرضه و اعتبار وضعه فمن البين أن تقدير
(تقرير خ) الجهة و تحديدها إنما يتم بجسم واحد لكن ليس [لأنه] على طبيعته كيف
اتفق بل من حيث هو بحال ما موجبة لتحديدين متقابلين و ما لم يكن الجسم محيطا يتحدد
به القرب [و] لم يتحدد به ما يقابله.
إشارة [في بيان امتناع الحركة المستقيمة على محدد الجهات]
كل جسم من شأنه أن يفارق موضعه الطبيعي و يعاوده يكون موضعه الطبيعي
متحدد الجهة له لا به لأنه قد يفارقه و يرجع إليه و هو في الحالتين ذو جهة فيجب أن
يكون تحدد جهة موضعه الطبيعي بسبب جسم غيره [و] هو علة لما هو قبل هذا المفارق أو
معه فقط فذلك الجسم له تقدم ما في رتبة الوجود على هذا بعلية أو على ضرب آخر.
تذنيب [في بيان ساير أحوال محدد الجهات]
فيجب أن يكون الجسم المحدد للجهات إما على الإطلاق محيطا ليس له موضع
يكون فيه و إن كان له وضع بالقياس إلى غيره [أ] و إن كان ليس محيطا على الإطلاق
فيكون له موضع لا يفارق و لعله لا يكون المحدد الأول إلا القسم الأول فإن كان
للقسم الثاني وجود يتحدد بالأول موضعه فيتحدد به موضع الثاني و وضعه ثم يتحدد بعد
ذلك جهات الحركات المستقيمة و يكون الأول إنما يخلق به أن يكون متقدما في رتبة
الإبداع
اسم الکتاب : الإشارات و التنبيهات المؤلف : ابن سينا الجزء : 1 صفحة : 69