اسم الکتاب : الإشارات و التنبيهات المؤلف : ابن سينا الجزء : 1 صفحة : 156
إشارة [إلى ما يسنح للنفس من الآثار الروحانية]
فالأثر الروحاني السانح للنفس في حالتي النوم و اليقظة قد يكون ضعيفا
فلا يحرك الخيال و الذكر و لا يبقى له أثر فيهما، و قد يكون أقوى من ذلك فيحرك
الخيال إلا أن الخيال يمعن في الانتقال و يخل عن التصريح فلا يضبطه الذكر و إنما
يضبط انتقالات التخيل و محاكياته، و قد يكون قويا جدا و تكون النفس عند تلقيه
رابطة الجأش فترتسم الصورة في الخيال ارتساما جليا، و قد تكون النفس بها معينة
فترتسم في الذكر ارتساما قويا و لا يتشوش بالانتقالات. و ليس أن ما يعرض لك ذلك في
هذه الآثار فقط بل و فيما تباشره من أفكارك يقظان. فربما انضبط فكرك في ذكرك و
ربما انتقلت عنه إلى أشياء متخيلة ينسيك مهمك فتحتاج إلى أن تحلل بالعكس و تصير عن
السانح المضبوط إلى السانح الذي يليه منتقلا عنه إليه، و كذلك إلى آخر. فربما
اقتنص ما أضله من مهمة الأول، و ربما انقطع عنه. و إنما يقتنصه بضرب من التحليل و
التأويل.
تذنيب [في بيان ما لا يحتاج إلى تأويل و تعبير]
فما كان من الأثر الذي فيه الكلام مضبوطا في الذكر في حال يقظة أو
نوم ضبطا مستقرا كان إلهاما أو وحيا صراحا أو حلما لا يحتاج إلى تأويل أو تعبير، و
ما كان قد بطل هو و بقيت محاكياته و تواليه احتاج إلى أحدهما و ذلك يختلف بحسب
الأشخاص و الأوقات و العادات الوحي إلى تأويل، و الحلم إلى تعبير.
اسم الکتاب : الإشارات و التنبيهات المؤلف : ابن سينا الجزء : 1 صفحة : 156