responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإشارات و التنبيهات المؤلف : ابن سينا    الجزء : 1  صفحة : 144

إشارة [في إثبات النبوة و الشريعة]

لما لم يكن الإنسان بحيث يستقل وحده بأمر نفسه لا بمشاركة آخر من بني جنسه، و بمعاوضة و معارضة تجريان بينهما يفرغ كل واحد منهما لصاحبه عن مهم لو تولاه بنفسه لازدحم على الواحد كثير، و كان مما يتعسر إن أمكن وجب أن يكون بين الناس معاملة و عدل يحفظه شرع يفرضه شارع متميز باستحقاق الطاعة لاختصاصه بآيات تدل على أنها من عند ربه، و وجب أن يكون للمحسن و المسي‌ء جزاء من عند القدير الخبير.

فوجب معرفة المجازي و الشارع. و مع المعرفة سبب حافظ للمعرفة ففرضت عليهم العبادة المذكرة للمعبود، و كررت عليهم ليستحفظ التذكير بالتكرير حتى استمرت الدعوة إلى العدل المقيم لحياة النوع، ثم زيد لمستعمليها بعد النفع العظيم في الدنيا الأجر الجزيل في الأخرى، ثم زيد للعارفين من مستعمليها المنفعة التي خصوا بها فيما هم مولون وجوههم شطره. فانظر إلى الحكمة، ثم إلى الرحمة و النعمة تلحظ جنابا تبهرك عجائبه، ثم أقم و استقم.

إشارة [إلى غرض العارف من الزهد و العبادة]

العارف يريد الحق الأول لا لشي‌ء غيره، و لا يؤثر شيئا على عرفانه، و تعبده له فقط و لأنه مستحق للعباد و لأنها نسبة شريفة إليه لا لرغبة أو رهبة. و إن كانتا فيكون المرعوب فيه أو المرهوب عنه هو الداعي و فيه المطلوب، و يكون الحق ليس الغاية بل الواسطة إلى شي‌ء غيره هو الغاية و هو المطلوب دونه.

اسم الکتاب : الإشارات و التنبيهات المؤلف : ابن سينا    الجزء : 1  صفحة : 144
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست