responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإشارات و التنبيهات المؤلف : ابن سينا    الجزء : 1  صفحة : 140

تنبيه [في أن اللذات العقلية لو كانت كمالات لتشتاق النفوس اليها]

الآن إذا كنت في البدن و في شواغله و علائقه و لم تشتق إلى كمالك المناسب أو لم تتألم بحصول ضده فاعلم أن ذلك منك لا منه. و فيك من أسباب ذلك بعض ما نبهت عليه.

تنبيه [في بيان بقاء ما هو أضداد كمال النفس‌]

و اعلم أن هذه الشواغل التي هي كما علمت من أنها انفعالات و هيئات تلحق النفس بمجاورة البدن إن تمكنت بعد المفارقة كنت بعدها كما كنت قبلها لكنها تكون كآلام متمكنة كان عنها شغل. فوقع إليها فراغ. فأدركت من حيث هي منافية.

و ذلك الألم المقابل لمثل تلك اللذة الموصوفة و هو ألم النار الروحانية فوق ألم النار الجسمانية.

تنبيه [في بيان مراتب الأشقياء]

ثم اعلم أن ما كان من رذيلة النفس من جنس نقصان الاستعداد للكمال الذي يرجى بعد المفارقة فهو غير مجبور، و ما كان بسبب غواش غريبة فيزول و لا يدوم بها التعذب.

تنبيه [في الفرق بين الناقصين المعذبين‌]

و اعلم أن رذيلة النقصان إنما تتأذى بها النفس الشيقة إلى الكمال.

و ذلك الشوق تابع لتنبه يفيده الاكتساب. و البله بجنبة [نجية خ‌] من هذا العذاب.

و إنما هو للجاحدين و المهملين و المعرضين عما ألمع به إليهم من الحق. فالبلاهة أدنى إلى الخلاص من فطانة بتراء.

تنبيه [في أن وضع درن مقارنة الابدان‌]

و العارفون المتنزهون إذا وضع عنهم درن مقارنة البدن و انفكوا عن الشواغل خلصوا إلى عالم القدس و السعادة و انتقشوا بالكامل الأعلى و حصلت لهم اللذة العليا. و قد عرفتها.

تنبيه [في وجود اللذة الحقيقية قبل الموت‌]

و ليس هذا الالتذاذ مفقود من كل وجه و النفس في البدن؛ بل المغمسون في تأمّل الجبروت المعرضون عن الشواغل يصيبون و هم في الأبدان من هذه اللذة حظا وافرا قد يتمكن منهم فيشغلهم عن كل شي‌ء.

اسم الکتاب : الإشارات و التنبيهات المؤلف : ابن سينا    الجزء : 1  صفحة : 140
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست