responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإشارات و التنبيهات المؤلف : ابن سينا    الجزء : 1  صفحة : 133

و يجب أن يكون عالما بكل شي‌ء لأن كل شي‌ء لازم له بوسط أو بغير وسط يتأدى إليه بعينه قدره الذي هو تفصيل قضائه الأول تأديا واجبا إذ كان ما لا يجب لا يكون كما علمت.

إشارة [في تفسير معنى العناية]

فالعناية هي إحاطة علم الأول بالكل، و بالواجب أن يكون عليه الكل حتى يكون على أحسن النظام، و بأن ذلك واجب عنه و عن إحاطته به فيكون الموجود وفق المعلوم على أحسن النظام من غير انبعاث قصد و طلب من الأول الحق. فعلم الأول بكيفية الصواب في ترتيب وجود الكل متبع لفيضان الخير في الكل.

إشارة [إلى كيفية وقوع الشر في قضاء الله تعالى‌]

الأمور الممكنة في الوجود منها أمور يجوز أن يتعرى وجودها عن الشر و الخلل و الفساد أصلا، و منها أمور لا يمكن أن تكون فاضلة فضيلتها إلا و تكون بحيث يعرض منها شر ما عند ازدحامات الحركات و مصادمات المتحركات. و في القسمة أمور شرية إما على الإطلاق و إما بحسب الغلبة و إذا كان الجود المحض مبدأ لفيضان الوجود الخيري الصواب كان وجود القسم الأول واجبا فيضانه مثل وجود الجواهر العقلية و ما يشبهها. و كذلك القسم الثاني يجب فيضانه فإن في أن لا يوجد خير كثير و لا يؤتى به تحرزا من شر قليل شرا كثيرا. و ذلك مثل خلق النار فإن النار لا تفضل فضيلتها و لا تكمل مؤنتها في تكميل الوجود إلا أن تكون بحيث تؤذي و تؤلم ما يتفق لها مصادمته من أجسام حيوانية. و كذلك الأجسام الحيوانية لا يمكن أن يكون لها فضيلتها إلا أن تكون بحيث يمكن أن يتأدى أحوالها في حركاتها و سكوناتها. و أحوال مثل النار في تلك أيضا إلى اجتماعات و مصاكات مؤذية و أن تتأدى أحوالها و أحوال الأمور التي في العالم إلى أن يقع لها خطأ في عقد ضار في المعاد و في الحق، أو فرط هيجان غالب عامل من شهوة أو غضب ضار في أمر المعاد. و تكون القوى المذكورة لا تغني غناها، أو تكون بحيث‌

اسم الکتاب : الإشارات و التنبيهات المؤلف : ابن سينا    الجزء : 1  صفحة : 133
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست