responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإشارات و التنبيهات المؤلف : ابن سينا    الجزء : 1  صفحة : 131

وهم و تنبيه [في دفع ما يقال إن تقرر المعقولات و هي صور متباينة ينافي وحدة الواجب حقيقة]

و لعلك تقول: إن كانت المعقولات لا تتحد بالعاقل و لا بعضها مع بعض لما ذكرت ثم قد سلمت أن واجب الوجود يعقل كل شي‌ء فليس واحدا حقا بل هناك كثرة.

فنقول: إنه لما كان تعقل ذاته بذاته ثم يلزم قيوميته عقلا بذاته لذاته أن يعقل الكثرة جاءت الكثرة لازمة متأخرة لا داخلة في الذات مقومة لها، و جاءت أيضا على ترتيب. لكثرة اللوازم من الذات مباينة أو غير مباينة لا يثلم الوحدة و الأول يعرض له كثرة لوازم إضافية و غير إضافية و كثرة سلوب، و بسبب ذلك كثرة الأسماء لكن لا تأثير لذلك في وحدانية ذاته.

إشارة [في التفرقة بين إدراك الجزئيات من حيث هي طبائع و من حيث هي متخصصة]

الأشياء الجزئية قد تعقل كما تعقل الكليات من حيث تجب بأسبابها منسوبة إلى مبدإ نوعه في شخصه متخصص به كالكسوف الجزئي فإنه قد يعقل وقوعه بسبب توافي أسبابه الجزئية و إحاطة العقل بها و تعقلها كما تعقل الكليات. و ذلك غير الإدراك الجزئي الزماني الذي يحكم أنه وقع الآن أو قبله، أو يقع بعده؛ بل مثل أن تعقل أن كسوفا جزئيا يعرض عند حصول القمر و هو جزئي ما وقت كذا، و هو جزئي ما في مقابلة كذا. ثم ربما وقع ذلك الكسوف و لم يكن عند العاقل الأول إحاطة بأنه وقع أو لم يقع و إن كان معقولا له على النحو الأول لأن هذا إدراك آخر جزئي يحدث مع حدوث المدرك، و يزول مع زواله. و ذلك الأول يكون ثابتا لدهر كله و إن كان علما بجزئي و هو أن العاقل يعقل أن بين كون القمر في موضع كذا و بين كونه في موضع كذا يكون كسوف معين في وقت من زمان أول الحالين محدود عقله ذلك أمر ثابت قبل كون الكسوف و معه و بعده.

تنبيه و إشارة [في قسمة الصفات‌]

قد تتغير الصفات للأشياء على وجوه: منها مثل أن يسود الذي كان أبيض و ذلك باستحالة صفة متقررة غير مضافة و منها مثل أن يكون الشي‌ء قادرا على تحريك جسم ما فلو عدم ذلك الجسم استحال أن يقال إنه قادر على تحريكه فاستحال إذن هو عن صفته و لكن من غير تغير في ذاته بل في إضافته. فإن كونه قادرا صفة له واحدة يلحقها إضافة إلى أمر كلي من تحريك أجسام بحال ما مثلا لزوما أوليا ذاتيا و يدخل في ذلك زيد و عمرو و حجارة

اسم الکتاب : الإشارات و التنبيهات المؤلف : ابن سينا    الجزء : 1  صفحة : 131
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست