responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأضحوية في المعاد المؤلف : ابن سينا    الجزء : 1  صفحة : 61

الثواب و العقاب على ما يظنه المتكلمون من أجزاء الزاني مثلا بوضع الأنكال و الأغلال و احراقه بالنار مرة بعد أخرى، و ارسال الحيات و العقارب عليه، فان ذلك فعل من يريد التشفي من عدوه بضرر أو ألم يلحقه بتعديه عليه، و ذلك محال في صفة اللّه تعالى» [27].

كما يضيف ابن سينا في نفس الرسالة: «ان الناس ينبغي أن يكونوا مقيدين بأحد قيدين: اما بقيد الشرع و اما بقيد العقل، ليتم نظام العالم، أ لا ترى أن المحلول من القيدين جميعا لا يطاق حمل ما يرتكبه من الفساد و يختل نظام أحوال العالم بسبب المنحل عن القيدين» [28].

بذلك يريد ابن سينا القول، كما صرح أيضا، أن الشرع ضروري للتوجه الى العامة حيث يتعذر عليهم التقيد بقيد العقل، فضرورة الشرع تنبع، كما سبق، من كونه وسيله لتقريب المعاد من الافهام، توخيا لانتظام المجتمع.

كما نستنتج روحانية المعاد من ابتهال ابن سينا في رسالته «في الدعاء» حيث يقول: «اسبغن عليها (النفس) بالتوبة العائدة بها الى عالمها السماوي، و عجل لها بالأوبة الى مقامها القدسي، و أطلع على ظلماتها شمسا من العقل الفعال» [29].

لم يتوجه ابن سينا بابتهاله الى اللّه أن يزوجه من الحور العين مثلا، أو الى أن يقيه عذاب النار و ما الى ذلك من تمني اللذات‌


[27] في سر القدر، ص 305.

[28] نفسه، ص 305.

[29] في الدعاء، ص 297، ضمن «التفسير القرآني ....»

اسم الکتاب : الأضحوية في المعاد المؤلف : ابن سينا    الجزء : 1  صفحة : 61
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست