responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأضحوية في المعاد المؤلف : ابن سينا    الجزء : 1  صفحة : 183

41- مسلكهم الثاني: كما أن قلب الحديد ثوبا يقتضي تعدد الاستحالات‌

المسلك الثاني ان قالوا: ليس في المقدور أن يقلب الحديد ثوبا منسوجا بحيث يتعمم به الا بأن تحلل أجزاء الحديد الى العناصر بأسباب تستولى على الحديد فتحلله الى بسائط العناصر ثم تجمع العناصر و تدار في أطوار في الخلقة الى أن تكتسب صورة القطن ثم يكتسب القطن صورة الغزل ثم الغزل يكتسب الانتظام المعلوم الذي هو النسج على هيئة معلومة. و لو قيل أن قلب الحديد عمامة قطنية ممكن من غير الاستحالة في هذه الأطوار على سبيل الترتيب كان محالا. نعم يجوز أن يخطر للانسان أن هذه الاستحالات يجوز أن تحصل كلها في زمان متقارب لا يحس الانسان بطولها فيظن أنه وقع فجأة دفعة واحدة.

42- هذا ما يقتضيه أيضا تجدد بدن الانسان لترد النفس اليه‌

و اذا عقل هذا فالإنسان المبعوث المحشور لو كان بدنه من حجر أو ياقوت أو در أو تراب محض لم يكن انسانا بل لا يتصور أن يكون انسانا، الا أن يكون متشكلا بالشكل المخصوص مركبا من العظام و العروق و اللحوم و الغضاريف و الأخلاط، و الأجزاء المفردة تتقدم على المركبة فلا يكون البدن ما لم تكن الأعضاء و لا تكون الأعضاء المركبة ما لم تكن العظام و اللحوم و العروق و لا تكون هذه المفردات ما لم تكن الأخلاط و لا تكون الأخلاط الأربعة ما لم تكن موادها من الغذاء و لا يكون الغذاء ما لم يكن حيوان أو نبات و هو اللحم و الحبوب و لا يكون حيوان و نبات ما لم تكن العناصر الأربعة جميعا

اسم الکتاب : الأضحوية في المعاد المؤلف : ابن سينا    الجزء : 1  صفحة : 183
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست