* نضج المعارف بنحو العمق العالي عند ثلّة من الرواة من أصحاب الأئمّة في القرون الثلاثة الأولى

قد عُرف عند غير واحد من الأكابر أنّ المعارف في مقامات النبي صلى الله عليه و آله و سلم وأهل بيته عليهم السلام في هذه القرون قد تبلورت واتّضحت بنحوٍ تفصيلي، وقد تبدّهت كثير من الحقائق مما كانت خفيّة على الرواة وأصحاب الأئمة عليهم السلام وطبقات الشيعة في الصدر الأول. وقد توهّم من هذه المقولة جملة من الخصوم أو ممّن هم من المقصّرة في معارف أهل البيت عليهم السلام أنّ مثل هذه الحقائق الاعتقادية في شأن أهل البيت عليهم السلام وليدة هذه القرون المتأخّرة، وأنّ معالم نظام هذه المعارف لم يكن بهذا الشكل في الأزمان الأولى.

ولكنّ هذه المقالة إن صحّت على تقدير فهي خاطئة من تقدير آخر، أي أنّها تصحّ بلحاظ أكثر الرواة والجملة الوافرة من أتباع أهل البيت عليهم السلام ولا تصحّ عند ثلّة الرواة الأخرى ممّن عرفوا بروايات المعارف وقد طعن عليهم الفريق الأول بالغلوّ والارتفاع والطيّارة، بل ربما وصفهم بفساد المذهب ورموهم بضعف الحديث وأنّهم يأتون بالمناكير أو المخلّطون إلى غير ذلك من التعابير التي يشاهدها المتتبّع مشحونة في كتب الرجال والحديث من الفريق الأول من الرواة أو الرجاليين تجاه الفريق الثاني، مع أنّ الذي يرويه الفريق الثاني هو من أسرار المعارف. فوجود هذه القائمة الكبيرة جداً من تعداد الرواة المطعون عليهم بالغلوّ والارتفاع والطيارة