responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الغلو و الفرق الباطنية، رواة المعارف بين الغلاة و المقصرة المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 288

من أن الطائفة عملت بروايات أبي الخطاب أيام استقامته، رغم أن ما رواه أيام استقامته مما يصعب هضمه ويشتد إنكاره من قبل كثير من أجلّاء وفضلاء فقهاء الرواة كما نلاحظ من يحيى الخثعمي نموذجاً.

الثالثة: أن الكثير مما نسب إلى أبي الخطاب وأقواله في الرواية عنهم عليهم السلام من الشطط والزيغ في الاعتقاد، إنما هو ناتج عن انطباع خاطىء وعدم الدقّة فيما يرويه وغموض مروياته، مع أنها مستقيمة على الموازين الأوليّة والثوابت الاعتقاديّة لو تأمل فيها بعمق وأعملت اليقظة في إسناد الألفاظ ولطافة التركيب بقواعد النسبة في الظهور والتجلّي. فإنّ توحيد اللَّه في مقام الطاعة يتجلّى في طاعة أمير المؤمنين عليه السلام إذ الإمامة توحيد للَّهفي مقام الولاية لأنّهم لا يشاؤون إلّاما يشاء اللَّه رب العالمين، كما أنّ النبوّة مظهر توحيد اللَّه في التشريع.

الرابعة: أنّ أئمة أهل البيت عليهم السلام كانوا يتّقون من إظهار صعاب المعارف أمام من لا يتحمّلها من الرواة وإن كان ذا فضيلة وجلالة قدر. ومن ذلك ينفتح باباً للتدبّر في جملة من الموارد التي أنكروا عليهم السلام فيها بعض الأقوال أمام من لا يتحمّل.

ووجه هذا الإنكار أنّه بالدقّة ليس إنكاراً حقيقياً لذلك القول وما ينسب من الرواية إليهم من قبل رواة المعارف، بل هو إنكار لما انطبع بصورة خاطئة ومعكوسة لدى الراوي السائل من الروايات الغامضة في المعارف، كألوهية الأئمة ونبوّتهم وما شابه ذلك. فإن ما انطبع في ذهن السائل لم يقله الأئمة عليهم السلام ولم يقصدوه من الكلام الصادر عنهم.

و هذا ما أكّدنا عليه من أنّ جهة انحراف جملة من الرواة الذين طعن عليهم بالغلو ليس هو قولهم وروايتهم للمقالات الفاسدة في الاعتقاد، بل منشأ انحرافهم هو إذاعتهم وإفشائهم لمعارف ثقيلة لمن لا يُتحمّل إدراكها وتصوّرها بصورة صحيحة سليمة بعيدة عن الانحراف والزيغ، فتنطبع في أذهان آخرين بشكل منحرف فتزيغ بهم إلى الضلال. ومن ثمّ كان التركيز في ذمّهم من الأئمة عليهم السلام على

اسم الکتاب : الغلو و الفرق الباطنية، رواة المعارف بين الغلاة و المقصرة المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 288
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست