responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الغلو و الفرق الباطنية، رواة المعارف بين الغلاة و المقصرة المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 268

9- معنى التقية مجاراة

وهي نحو من التقيّة يلجأ إليها أئمة أهل البيت عليهم السلام نتيجة الجور الضاغط عند العامة والجمهور، لا سيما في ما تسالموا عليه إلى درجة تفشّي هذا التسالم إلى قاعدة ومشهور المؤمنين من الخاصّة. كما في موارد كثيرة من نسبتهم أقوالًا للرسول صلى الله عليه و آله و سلم افتراء عليه وكذا أفعال في سيرته أو في أسباب نزول الآيات أو حوادث من سيرته صلى الله عليه و آله و سلم وكذا الحال في أمير المؤمنين عليه السلام وبقيّة الأئمة المتقدّمين عليهم السلام بل في أشخاص آخرين كذلك، و ذلك بما تمتلكه سلطة الخلافة من أسباب الإعلام والدعاية وجماعات من أصحاب الأقلام وفنون الأدب من الشعر والقصص، فيتّبعون الرأي العام ويصوّرون الأمور والأحداث كما يروق لهم.

وقد ذكر غير واحد من الكتّاب والباحثين ومنهم ابن أبي الحديد عمّا تفعله السلطات من قلب الحقائق أو طمسها والتعتيم عليها أو تزييف وقائع لا أصل لها ولا وجود. وأمام هذا التسالم المزيّف الذي لا أصل له في الواقع والحقيقة يضطرّ أهل البيت عليهم السلام لنسبة تلك الأقوال أو الأفعال إلى الرسول صلى الله عليه و آله و سلم أو إلى الآخرين مجاراة لهم في الأحاديث الصادرة عنهم عليهم السلام اضطراراً لإيصال معاني أخرى أرادوا عليهم السلام إيصال فهمها للسامع أو السائل.

نظير ما هو ذائع وشائع لدينا في هذا اليوم من محاربة ومقاومة صلاح الدين الأيوبي للصليبيّين، مع أنّ المستندات التاريخيّة التي كشف عنها غير واحد من الباحثين تشير إلى أنّ المحارب الحقيقي للصليبيين كانوا الفاطميين، ومجيء صلاح الدين وتقويضه لدولة الفاطميين إنما ساهم في تضعيف المقاومة

اسم الکتاب : الغلو و الفرق الباطنية، رواة المعارف بين الغلاة و المقصرة المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 268
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست