responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الغلو و الفرق الباطنية، رواة المعارف بين الغلاة و المقصرة المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 216

بيّن الشرك لا شكّ فيه، وأخبرك أنّ هذا القول كان من قوم سمعوه ما لم يعقلوه عن أهله ولم يعطوا فهم ذلك ولم يعرفوا حدّ ما سمعوا فوضعوا حدود تلك الأشياء مقايسة برأيهم ومنتهى عقولهم، ولم يضعوها على حدود ما أمروا كذباً وافتراءً على اللَّه ورسوله وجرأةً على المعاصي، و كفى بهذا لهم جهلًا. ولو أنّهم وضعوها على حدودها التي حُدّت لهم وقبلوها لم يكن به بأس، ولكنّهم حرّفوها وتعدّوا

[تعدّوا الحقّ

] [1]

وكذبوا وتهاونوا بأمر اللَّه وطاعته،

ولكني أخبرك أنّ اللَّه حدّها بحدودها لئلّا يتعدّى حدوده أحد. و لو كان الأمر كما ذكروا لعذر الناس بجهلهم ما لم يعرفوا حدّ ما حدّ لهم، ولكان المقصّر والمتعدي حدود اللَّه معذوراً ولكن جعلها حدوداً محدودة لا يتعدّاها إلّامشرك كافر ثم قال:

«تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَعْتَدُوها وَ مَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ».

أقول: فبيّن عليه السلام أنّ القول في أصله حقّ وأنّهم قد سمعوه من مصدر الحقّ فقوله عليه السلام:

أصفه لك بحلاله

أي معناه الصحيح والتي لا تنافي صفات المخلوق وشؤونه ولا حدود التشريع كما أنّ قوله:

أنفي عنك حرامه

أي تبيانه عليه السلام للمعنى الخاطىء لهذه الصفات والشؤون، كما أنّ قوله عليه السلام:

ومعرّفك فلا تنكره

أي أنّ أصول ما يرويه هؤلاء هي حقائق مروية عنهم عليهم السلام من أسرار المعارف ولكن أنكرها جمهور الناس لعدم وعيهم وعمق بصيرتهم بحقائق تأويل هذه المعاني؛ إلّاأنّ الانحراف ناشىء من سببين أو على نمطين:

الأول: الفهم الخاطئ وعدم المعرفة بحقيقة المراد من قِبَل العوام.

الثاني: الانطباع الخاطئ لدى عامّة المخالفين من ممارسات وسلوك جملة ممّن أخذ وعمل بهذه الأقوال.

وهذان النمطان هما اللذان مرّت الإشارة إلى وقوعهما بسبب إذاعة ونشر وإعلان رواة أسرار المعارف لهذه المرويّات، فإنّ معانيها الثقيلة أو قواعد تشريعها


[1] . في المختصر.

اسم الکتاب : الغلو و الفرق الباطنية، رواة المعارف بين الغلاة و المقصرة المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 216
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست