responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عوالم الإنسان و منازله، العقل العملي و قضاياه المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 206

ويقارن ويمتحن ويقدم ويؤخر في ضمن موازنة علمية دقيقة، هذا ما يقال عنه امتحان علمي وهذا يمارسه كل عالم وفي كل نطاق وكل معلومات قبل أن يقدم على أي فعل، من الضروري من يمتلك علم، العالم يمارس مثل هذا الامتحان وهذه الموازنة ومثل هذا الاصطفاء، هذا قد يقال عنه في لسان الوحي والروايات يعبر عنه بالاصطفاء في مقام العلم أو قد يعبر عنه بالانتجاب كما ورد عنه في خطبة الصديقة عندما كانت تنعى سيد الأنبياء أبيها صلى الله عليهما حيث قالت: «أختاره قبل أن أرسله، وسماه قبل أن أجتباه وأصطفاه قبل أن بعثه» [1]. ذلك فالانتجاب الإلهي والاصطفاء الإلهي يصب في نفس مصب معنى الامتحان، ويتم في صعيد العلم الإلهي اذاً الامتحان يكون في الصعيد العلمي لان الله سبحانه وتعالى عالم بكل المغيبات وبكل المستقبليات ويرسم نظامه، وسننه، وارداته، وأنواع مشيئته، وقضاءه، وقدره على ذلك العلم النافذ الغيبي الذي لا يحد ولا ينتهي وبالتالي يتم الامتحان والانتجاب والاصطفاء أولًا في صعيد العلم: «فيا ممتحنة امتحنك الذي خلقك قبل أن يخلقك فوجدك لما امتحنك صابرة». فضمن هذا العلم علم الله بالمستقبليات ومغيبات الأمور وتداعيات الذوات المختلفة، كل ذات طبيعتها وتداعياتها ومقتضياتها وسيرتها هي حاضرة في علم الباري بالمستقبل، فوجد الزهراء صابرة لما امتحنه بها.


[1] الأحتجاج: ج 120: 1.

اسم الکتاب : عوالم الإنسان و منازله، العقل العملي و قضاياه المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 206
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست