responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عمارة قبور النبي و أهل بيته« ص» مشعر إلهي المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 110

الغضب الإلهي عن الآخرة ويئسهم منها لعدم ادخارهم العمل الصالح لها وعدم رجائهم ثواب الآخرة فلا يرجون منها رحمة ولا مغفرة ولا نعيماً ولا نفعاً، شبه ذلك بعدم جدوى من في القبور للكفار من الأحياء.

وضمَ إلى الاستدلال بهاتين الآيتين الاستدلال بما ورد في الحديث النبوي الشريف: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث (ولدٌ صالح يدعو له أوعلم ينتفع به أوصدقة جارية) بتقريب أن زيارة الزائر للميت لا تنفعهُ بشئ لانقطاع العمل فلا يستزيد عملًا من الحي الزائر ولا يستزيد الحي من الميت كذلك لأن الميت لا يقوى ولا يستطيع أن يأتي بعمل ينفع به نفسه ولا عملًا ينفع به الآخرين من الأحياء.

الحياة في الآخرة والبرزخ أشد قوة من الدنيا:

والجواب: أن دلالة الآيتين على عكس ما قرر تماماً فإن الآية الأولى تبين أنَ الذي يكذب برسالة الرسل وبرسالة الرسول (ص) وبالبشارة والنذير الإلهي هو ميتٌ وإن كان يحيا في دار الدنيا وان من يصدق ويؤمن بالإيمان فهو حيٌ وهو الذي يسمعهُ الله دينه وأما الذي يكذب فهو في صمم وعمى بمثابة الميت الذي عُطلت أعضائه عن الحركة نظير ما ورد في قوله تعالى: [أَ فَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِها أَوْ آذانٌ يَسْمَعُونَ بِها فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَ لكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ] [1].

ونظيره قوله تعالى: [يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَ يُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِ] [2] فإن المراد ليس موتان البدن وحياته ليتخيل أن المراد من الآية هو خروج الجنين الميت من المرأة الحامل الحي، أو العكس وهو خروج الجنين الحي من المرأة الحامل الميت بل المراد هو حياة القلوب وموتانها فإن العلم والإيمان بالحقيقة والحق حياة والجهل والكفر والجحود بهما موت.

حيث ركز القرآن الكريم على أعضاء جوانح الروح وأنها أهم من صفة الحياة والموت من أعضاء جوارح البدن الدنيوي فإن للروح أعضاء وقوى كما أن للبدن أعضاء.


[1] الحج: 46.

[2] الروم: 19.

اسم الکتاب : عمارة قبور النبي و أهل بيته« ص» مشعر إلهي المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 110
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست