responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سند الناسكين( تقرير ماحوزى) المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 15

- لأجزأه، ومنه تعرف أن الاستطاعة البدنية والسربية قيد عزيمة لوجوب مباشرة الحج لا قيد مشروعية.

ومنها: الروايات المصرحة بكون موضوع الفريضة هي الاستطاعة العقلية كصحيحة- مستفيضة- ذريح المحاربي عنه عليه السلام قال: من مات ولم يحج حجة الإسلام لم يمنعه من ذلك حاجة تجحف به أو مرض لا يطيق فيه الحج أو سلطان يمنعه فليمت يهودياً أو نصرانياً» وظاهرها استثناء خصوص المجحف من الحاجة المالية عن وجوب أو تنجيز الحج، وإلا فذي الحاجة غير المجحفة غير مستثناة، كما أنها تستثني خصوص المرض المعجز عن أعمال الحج لا مطلق المرض من موضوع الفريضة، وتستثني خصوص الممانعة القاهرة كالسلطان لا مطلق الممانعة، فيقارب الموضوع حينئذ الاستطاعة العقلية، مضافاً إلى أن ظاهر هذه الاستثناءات من التنجيز والعقوبة لا من موضوع الفريضة، كما هو في صحيحة معاوية المتقدمة.

ومنها: صحيحة ابن الحجاج قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: الحج على الغني والفقير؟ فقال: الحج على الناس جميعاً، كبارهم وصغارهم، فمن كان له عذر عذره الله» وهي صريحة على المطلوب.

هذا بحسب الروايات، أما الآيات فيكفي في المقام التمسك بإطلاق الوجوب في قوله تعالى وَ أَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجالًا وَ عَلى كُلِّ ضامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ، وقوله تعالى وَ أَتِمُّوا الْحَجَّ وَ الْعُمْرَةَ لِلَّهِ، سيما مفاد يَأْتُوكَ رِجالًا الذي هو جمع وهو ممن خوطب بهذا الخطاب.

أما قوله تعالى وَ لِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا فإن مفاد التعبير فيها قد اشتمل على حرفي جر الاختصاص والاستعلاء والظاهر مغايرة التركيب المزبور مع تركيب الصورة التالية «ولله على الناس حج البيت ممن استطاع إليه سبيلا» فإن التبعير بهذه الصورة يفيد الوجوب لمكان إطلاق الاختصاص المنفهم من اللام فيفيد ملكية الفعل، فيجب على المكلف، فزيادة حرف الاستعلاء بمعنى التنجيز لا قيد مشروعية الفريضة الذي هو مفاد اللام، وقد يجعل إطلاق مفاد الآيتين السابقتين قرينة على أن الاستطاعة قيد الكلفة والإلزام لا قيد كتابة وتشريع الفريضة، فعلى هذا التقريب لا تكون آية الاستطاعة مقيدة لإطلاق الآيتين، كما أنه قد يجعل من القرائن على ذلك هو أن الاستطاعة المأخوذة هي استطاعة المسير بحسب ظاهر لفظ الآية، لأن الاستطاعة مخصوصة بحرف الانتهاء فتكون بمعنى الافضاء، وكذا تخصيصها بالسبيل إذ هو معمول للفعل كتمييز له، وهي مغايرةٌ للاستطاعة على العمل.

اسم الکتاب : سند الناسكين( تقرير ماحوزى) المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 15
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست