responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سند الأصول، بحوث في أصول القانون و مباني الأدلة المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 339

يسانخ ذاتها، ومن ثمّ لا يصدر منها إلّا نوع خاص من الأفعال. من دون علم وقدرة فاختيار النوع الآخر وهو لون من ألوان الجبر والحتم.

فالجواب: وليكن ذلك، إلّا أنه لا جبر مادام كلّ فعل جانحي أو جارحي يستحيل في أن يصدر من دون علم وقدرة وهو كاف في اختيارية الفعل و تصحيح العقوبة عليه.

إن قلت: هل يمكن لهذه الذات أن تختار ما لا يناسب ذاتها، ومع العدم كيف كان مختاراً لفعله الخبيث مع أنه لا خيار آخر له، والإختيار يتقوم بإمكان الطرفين؟

قلت: هو يعلم بما يناسب ذاته وما لا يناسب ذاته ومن ثمّ فهو يقدر على المناسب وغير المناسب، وبالتالي فهو مختار على الفعل المناسب وغير المناسب، إلّا أنه لا يعمل قدرته ولا يستثمر اختياره إلّا في الفعل المناسب المسانخ لذاته فلا يصدر و لايجب منه إلّا هذا الفعل.

المحور الثاني: سلمنا أنّ العقوبة ليست ظلماً لأنّ الفعل اختياري وليس جبرياً، ولكن يستاءل: أليس من الرحمة والعناية الإلهية أن لا يخلق الحق تعالى مثل هذه الذوات الخبيثة وتمكينها وإقدارها وهو يعلم أنّ مصيرها النار وأنّ اختيارها لا يكون إلّا لما يسانخ ذاتها فيجب عنها؟

فالجواب: أنّ النفس لم تكره العذاب والشرّ إلّا لأنه عدم كمالاتها، وهي تنفر من مثل هذا العدم وتحبّ الحق والوجود والأبدّية والكمال، ومن ثمّ فهي تسعي وتطلب دوماً كمالاتها الثانوية [مفاد كان الناقصة]، ومع هذا تكون نفرتها من عدم أصل الذات أشدّ.

وبعبارة أخرى: إنّ الإنسان إنما يحبّ الكمال ويطلبه ويسعى نحوه بسبب حبّه لذاته، فحبّه لذاته يشكّل الحدّ الأوسط لحبّه لكماله الثانوي ونفرته من عدمه، ممّا يعني أنّ حبّه لذاته [مفاد كان التامة] أشدّ من حبّه لكماله الثانوي. فنفرته من عدم ذاته أشدّ من نفرته من عدم

اسم الکتاب : سند الأصول، بحوث في أصول القانون و مباني الأدلة المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 339
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست