responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سند الأصول، بحوث في أصول القانون و مباني الأدلة المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 320

هذه الطائفة مستفيض.

ولكن إن كان المقصود من الهمّ مجرد النية أو الشوق المشتدّ من دون مبادرة و إقدام واختيار وعمل [بمقابلة من همّ وعمل، حيث يفهم من العمل الأعم من فعل السيّئة أو فعل المقدّمات]، فستكون الطائفة دالّة على العفو عن مرتبة من مراتب التجري الإصطلاحي مع حرمة سائر المراتب البَعدية.

وإن فهم منها أنّ المقصود من العمل هو فعل المعصية وهو المدار في كتابة السيّئة و إلّا لم يكتب عليه شيء، فإنّ كلّ مراتب التجري [من الهمّ بلاعمل وما بعد] فهي معفوّ عنها باستثناء التجري الذي يحصل معه فعل جارحي.

و لا يقرّب الفهم الثاني للطائفة؛ لأنّ الذي يفهم من الهمّ أنه مرتبة أخرى غير النية، وإنما هو نية مع مبادرة وأنّ الظاهر من العمل بالسيّئة «وعَمِلَها» فعل نفس المعصية لا فعل المقدّمات أيضاً، فإنها مبادرة وإقدام نحو السيّئة وليست عملًا للسيّئة، كما أنّ الرواية في مقام الإمتنان والتفضل وهو يتناسب مع فتح باب العفو حتّى اللحظة الأخيرة وما لم يرتكب الفعل الجارحي الحرام.

إضافة إلى أنّ ظاهرة المقابلة مع الحسنات والتفضل في مقام تخفيف السيّئة يشكّل قرينة أيضاً على هذا الفهم، حيث إنّ من همّ بالحسنة كتبت له حسنة ومن همّ بالحسنة وعملها كتبت له عشرة، وواضح أنّ العَشَرة لمن فعل الطاعة (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها) [1]، فتفضلًا منه تعالى في فعل المعصية أنه لم يكتب عليه إلّا واحدة، وهذا يعني أنّ محور هذه الطائفة المقابلة بين العمل الحسن


[1] . الأنعام/ 160.

اسم الکتاب : سند الأصول، بحوث في أصول القانون و مباني الأدلة المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 320
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست