responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سند الأصول، بحوث في أصول القانون و مباني الأدلة المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 114

4. نظرية السيّد الروحاني (شرح النظرية الرابعة)

وبيانها أنّ استحقاق العقوبة الاخروية ليست من مدركات العقل العملي، بل هي تعبد نقلي محض.

و ذلك لأنّ مناط اعتبار العقلاء للعقوبة إمّا أن يكون التأديب أو التشفي أو المصلحة العامّة؛

والأول: لا معنى له لمضيّ وقته، وعدم وجود تكليف في الآخرة؛

والثاني: غير معقول بالنسبة للعقلاء فضلًا عن الشارع؛

والثالث: يعتمد على وجود نظام ومدنية واجتماع وهو مفقود في الآخرة.

نظريات في تفسير العقاب الأخروي

و من زاوية اخرى: إنّ العقاب الاخروي [الذي دلّ النقل عليه] توجد ثلاث نظريات في تفسيره:

الأول: تجسّم الأعمال الذي تشير إليه الآية الكريمة: (وَ لا تُجْزَوْنَ إِلَّا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ). [1]

و لا طريق للعقل إلى معرفة الأعمال التي تكون سبباً تكوينياً وذاتياً للعقاب إلّا من طريق كشف الشارع، ولذا قيل في تفسير كون النبي بشيراً و نذيراً: أنه يبشّر بما للعمل من صورة اخروية حسنة، وينذر بما للعمل من صورة سيّئة، ممّا ليس للعقل البشري إحاطة به، ومن ثمّ احتاج إلى متمّم و مكمّل و هو الوحي.

فإنّ كلّي تجسّم الأعمال يدركه العقل، و أمّا صغريات العقوبة المتجسمة وكيفيتها فلا يدركها العقل، كذا لا يدرك العقل جزئيات الفعل الشريرة الموجبة لتجسّم الأعمال. بل حتّى الدليل البرهاني


[1] . يس/ 54

اسم الکتاب : سند الأصول، بحوث في أصول القانون و مباني الأدلة المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 114
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست