responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحياة السياسية للإمامين العسكريين« عليهما السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 16

واليقين والإعجاز الموجود فيه لا يصل إليه الرواة الصحاح ولا يصل إليه حتّى التواتر؛ لأنَّ التواتر غاية ما يوصلنا إلى الصدور فقط بدرجة اليقين الحسي لا بدرجة اليقين الوحياني الذي هو أرفع من اليقين الحسي، واليقين الحسي بصدور الألفاظ لا يعطيك اليقين بعموم مضمون ما صدر، فعلم أهل البيت (عليهم السلام) هو من أكبر الدلائل العظيمة على إمامتهم الإلهية، ولذلك قالوا وأكَّدوا على أنْ لو علم الناس محاسن كلامنا لأتبعونا.

والمحاسن هنا ليست معناها البلاغة بلْ علو العلوم التي توصل الإنسان إلى برِّ الأمان؛ لأنَّ أهل البيت (عليهم السلام) يريدون الحقيقة أنْ تنتشر، فمثلًا العدالة المطروحة في الساحة الدولية في أبعادها الفطرية لا تتناغم مع التوراة والإنجيل المحرَفَين، ولا تتناغم مع البوذية، ولا تتناغم حتّى مع مذاهب أهل السُّنّة الإسلامية، ولكنّها تتناغم فقط مع بنود أهل البيت (عليهم السلام) وخصوصاً مع بنود سيد الشهداء (ع) ومع بنود رسالة الحقوق للإمام زين العابدين (ع)؛ وها نحن نرى في المعاهد الحقوقية والقانونية في سويسرا عندهم نهج البلاغة وعلي بن أبي طالب (ع) أشدّ معرفة ودراسة بهما من الجامعات العربية والإسلامية؛ لأنَّ أهل البيت (عليهم السلام) أكبر من الشيعة ومن المسلمين ومن العرب؛ لأنَّ لديهم سعة نور وأُفق بسعة نور الله عَزَّ وَجَلَّ.

هذا ما دفع كوفي عنان عندما كَانَ رئيساً لمنظمة الأمم المتّحدة الى الاقتراح بأنْ تكتب هذهِ العبارة «الناس صنفان إمَّا أخٌ لك في الدين أو نظير لك في الخلق» عَلَى مقرات الأُمم المُتحدة وهو ما كتبه وأملاه علي بن أبي طالب (ع) إلى مالك الأشتر.

والأمر لم يتقصر على ذلك بلْ رشَّح- كوفي عنان- أنْ يكون أحد مصادر التشريع للبشر هو نهج البلاغة، وحدث تصويت من جميع

اسم الکتاب : الحياة السياسية للإمامين العسكريين« عليهما السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 16
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست