responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحاكمية بين النص و الديمقراطية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 382

الخوارج على النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم في تقسيم الغنائم يوم حنين كما ذكر ذلك الواحدي في أسباب النزول في قوله تعالى: (وَ مِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقاتِ) [1] فروى عن الثعلبي بسنده إلى أبي سعيد الخدري قال: بينا رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم يقسّم قسماً إذ جاءه ابن ذي الخويصرة التميمي وهو حرقوص بن زهير أصل الخوارج فقال: اعدل فينا يا رسول اللَّه، فقال:

ويلك ومَن يعدل إذا لم أعدل!

فنزلت الآية.

وروى عن الكلبي: أنّ رجلًا يقال له أبو الخواصر قال للنبي صلى الله عليه و آله و سلم: لم تقسّم بالسوية [2].

وهذا يدلّ على انعدام البصيرة لديهم وهو ممّا يهيّئ الأرضية للخاصّية اللاحقة.

الثالثة: اعتمادهم في التفكير والإقناع على الحماس الصاخب إلى درجة الحدّة والإفراط في تهور الحالة الغضبيّة، ومن ثمّ قال أمير المؤمنين عليه السلام:

إنّهم كلاب أهل النار

، أي أنّ الصفة الغضبيّة مستعرة فيهم بنحو شديد.

وبتوسط ذلك يُجَيِّشون شرائح الطبقة المحرومة ويُسكتون لسان الطبقات الاخرى بحدّة الإرعاب والبطش ومن ثم تمتلئ أدبياتهم بالحقد والرعونة والعُقَد تجاه كلّ من يخالفهم ويجعلون من السلبية الصغيرة أنّها أمّ الشرور كما يكثر التهارش والغيلة والغدر بين روّاد هذا المنهج وذلك لعدم تقيّدهم بالأصول والثوابت الأوّليّة.

الرابعة: حيث إنّ منطلقهم من نافذة ضيّقة في الإصلاح محدودة غير متكاملة ضمن مجموع أركان الإصلاح يكون هذا المنطلق في الغالب ممّا يعود نفعه


[1] البراءة 9: 58.

[2] أسباب النزول، ذيل الآية الشريفة.

اسم الکتاب : الحاكمية بين النص و الديمقراطية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 382
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست