وهذا يرسم لنا أنّ القوّة في نظام الإسلام إذا كانت مبنيّة بالاعتماد على عامة الناس فإنّ ذلك ينجم منه القوّة والقدرة على الأعداء بخلاف عكس ذلك.
وثالثاً: ما تشير إليه الآية الكريمة الاخرى أيضاً (وَ أَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَ مِنْ رِباطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَ عَدُوَّكُمْ).
فإنّ هذه الآية تبيّن أنّ هندسة القوّة وتخطيطها وبناءها يصب في إرهاب رادع للعدو ويتقدّم بالقدرة النابعة والمنتشرة من عموم المسلمين أي لا يكون وضع القدرة بيد فئة خاصة من المسلمين وجماعة معينة بل هي مبنيّة بيد العموم وناشئة منهم، إذ الخطاب وجّه لعموم عامّة الناس والاستطاعة أضيفت ونسبت إلى العموم أيضاً لا إلى شخص الحاكم أو الفئة الحاكمة ممّا يبيّن أنّ لون القدرة والقوّة مصمّم ومبني ومرسوم بيد العموم وعامّة الناس لا الخصوص والاختصاص، كما أنّ الآية تحدّد هدف وتخطّط غاية وهيكلة القوّة وأنّ نوع القدرة المبني في نظام المسلمين هو بنحو يوظّف لإرهاب العدو ولا يمكن توظيفه لإرهاب عموم المسلمين أنفسهم.
وبعبارة أخرى: هناك نحوان من القدرة: إحداهما لازمة وضرورية الوجود،